يتحدث كثير من الناس عن فئة من المصريين المتعلمين قد ظهروا في هذه الأيام واتخذوا لأنفسهم في حياتهم العامة طريقا غير الطريق اللائقة بهم وبكرامتهم وبمنزلة العلم وشرفه, فأصبحوا متبذلين في شهواتهم، مستهترين في ميولهم، ينتهكون حرمات الأعراض ما شاءوا وشاءت لهم نزعاتهم وأهواؤهم، ويعبثون بها في كل مكان عبث الفاتك الجريء الذي لا يخاف مغبة ولا يخشى عارا، وأهول ما يتحدثون به عنهم في هذا الشأن أنهم يغرون الفتيات الطالبات اللواتي لا يزلن يختلفن إلى مدارسهن أو اللواتي انقطعن عنها منذ عهد قريب إلى منازلهن, وينصبون لهن صنوف الحبائل وأنواع الأشراك لاصطيادهن وإسقاطهن في هوة الإثم والعار، وهذا ما أريد أن أتكلم عنه قليلا.
أصحيح ما يقولون عنكم أيها الفتيان التعسون, أنكم تتخذون صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها صلة فساد بينكم وبين أولئك الفتيات الضعيفات، وأن الحبالة التي تنصبونها لهن