كرزن في القدرة على حمل مشروعه إلى الأمة, وتنفيذه فيها فأخفقت, فعادت أدراجها.
فهل هذا هو الفخر الذي تزعمونه لها وتنحلونها إياه, وتريدون حملنا بالأساليب الإدارية المعهودة على الاحتفال بها من أجله؟!
إن كان تمزيق شمل الأمة وتبديد وحدتها والاستعانة بالقوة الأجنبية على إخضاعها وإذلالها وسفك الدماء البريئة في الساحات والشوارع, وزج الوطنيين المخلصين أفواجا أفواجا في أعماق السجون, وابتياع الذمم والضمائر ومحاولة إفساد الأخلاق القومية في جميع الدوائر والهيئات حتى في المدارس والمعابد والمحاكم, والتفريق بين الوالد وولده والأخ وأخيه والصديق وصديقه والزوج وزوجه, وإفساد سياسة الأمة عليها وإطماع أعدائها فيها, والهبوط بالمفاوضات بعد ذلك كله, وبعد تضحية جميع هذه الضحايا من مشروع ملنر إلى مشروع كرزن مجدا وفخرا يستحق أصحابه الإجلال والإعظام والاحتفاء والاحتفال فرحمة الله على الفضيلة, وليبك الباكون عليها وعلى مصيرها المحزن الأليم.
كونوا أيها القوم كيفما شئتم وأضمروا لنا من النيات ما أردتم, ورتبوا لنا في أذهانكم كل يوم مكيدة جديدة ودسيسة مبتكرة, فمحال أن تنالوا منا منالا أو تصلوا من طريقنا إلى غاية، فسنبني