للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

١٠- فإنه بلغني عن عكرمة أنه قال كان ممن قبلنا من شجرة تعبد من دون الله فأخذ فأسه وركب حماره ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها فلقيه إبليس لعنه الله في بعض الطريق في صورة رجل

-ق٧ب-

فقال له ما تريد فقال رأيت شجرة تُعبَد من دون الله فأعظمت ذلك وأعطيت عهدا أن أركب حماري وآخذ فأسي وأتوجه فأقطعها فقال له إبليس مالك ولها دعها أبعد الله من يعبدها، فلم يرجع فقال له ثانية مالك ولها دعنا فأبعد الله من يعبدها فلم يرجع فقاتله إبليس فاعتركا فأخذه العابد فصرعه ثم استوى على صدره فقال إبليس أيها الرجل حل سبيلي وشأنك بها، ثم تركه وسار إليها ليقطعها ثم لحقه إبليس فقال هل لك أن تدعها، وأنا أعطيك كل يوم درهمين أو قال أربع دراهم ترفع طرف فراشك فتجد ما تحته فقال أو تفعل ذلك قال نعم ضمنت لك كل يوم ذلك فرجع العابد إلى منزله فوجد ذلك يومين أو ثلاثة أو ما شاء الله ثم لم يجد شيئا

-ق٨أ-

(سواد بالأصل) ذلك فأخذ فأسه وركب حماره وتوجه نحوها فجاءه إبليس في صورة رجل، فقال له أين تريد قال شجرة تعبد من دون الله أقطعها فقال له إبليس إنك لن تقدر على ذلك (بياض بالأصل) فلم يرجع فقاتله إبليس فأخذه وصرعه ثم استوى على صدره، وقال له ترجع وإلا قتلتك قال أربع (غير واضح) فترك سبيله، ثم قال له سألتك بالله أن لا أخبرتني كيف غلبتك أول مرة وغلبتني أنت هذه المرة قال له إبليس أنا أخبرك، أما أول مرة فكان خروجك غضباً لله تعالى فلو اجتمع أهل السماء وأهل الأرض ما ردوك، وأما ألآن فإنك إنما خرجت حيث لم تجد الدرهمين فإن تقدمت لأدقن رأسك فرجع إلى بيته وتركه للعبرة. (الحكاية الرابعة)

<<  <