وهذهِ كلمةٌ طيِّبةٌ كشجرةٍ طيِّبةٍ ما زالَ المسلمونَ يَجْتَنونَ مِن ثمارِها قرنا بعدَ قرنٍ، وذلك في تقديري لأسبابٍ كثيرةٍ: أهمُّها: شخصيَّةُ مصنِّفِها وشهادةُ الأئمَّةِ لهُ بالإتقانِ في العلمِ والإمامةِ في الدِّينِ والاعتدالِ والزُّهدِ والإخلاصِ وصدقِ النِّيَّةِ. والثَّاني: حسنُ اختيارِهِ لموضوعِ كتابِهِ لِيَكونَ عامَّ النَّفعِ لا يَسْتَغْني عنهُ عامِّيٌّ ولا متعلِّمٌ. والثَّالثُ: وضوحُ رؤيتِهِ وحسنُ تنظيمِهِ لموضوعِهِ وعرضُهُ لهُ مباشرةً بلغةٍ علميَّةٍ رصينةٍ متوسِّطةٍ بينَ ركّةِ الضعفاءِ وتقعُّرِ المتفيهقينَ بألفاظِهِمُ الوحشيَّةِ أو أساليبِهِمُ الرُّومنسيَّةِ الموغلةِ في التَّصويرِ والتَّخييلِ. والرَّابعُ: توسُّطُهُ بينَ الطُّولِ المملِّ المستغرقِ في التَّفاصيلِ التي لا طائلَ تحتَها، والقصرِ المخلِّ الذي لا يَفِي الموضوعَ حقَّهُ ولا يُشْبِعُ حاجةَ القارئ للاطِّلاعِ.
• في سبيلِ الوصولِ إلى متنٍ مشرقٍ يَلِيقُ بهذا الكتابِ الفذِّ اعْتَمَدْتُ على واحدةٍ من أجودِ مطبوعاتِ الكتابِ وثلاثةٍ من الأُصولِ الحطِّيَّةِ قَدَّمَها الأخُ المفضالُ سَعْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدانُ أعْظَمَ اللهُ جزاءَهُ على تطوُّعِهِ المتكرِّرِ بمثلِ هذهِ الفضيلةِ لا يُريدُ لها جزاءً ولا شكورًا. وهذا وصفٌ مختصرٌ لتلكَ الأُصولِ: