مسلم ج١١ ص٥٥ حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي، فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئا حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الحديث أخرجه الترمذي ج٣ ص١٨٠ وقال هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود ج٣ ص٧٩، وابن ماجه رقم ٢٧٢٨، والإمام أحمد ج٣ ص٣٠٧ و٣٧٢، والطيالسي ج٢ ص١٧، وابن الجارود ص٣٢٠، وأبو نعيم ج٧ ص١٥٧.
تنبيه:
قد تقدم أنها نزلت في جابر {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وهنا يقول إنها نزلت فيه {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في بنات سعد بن الربيع وأن آية {يَسْتَفْتُونَكَ} نزلت في جابر فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات ا. هـ. وقال الحافظ في الفتح ج٩ ص٣٣٧ وهذه قصة أخرى غير التي تقدمت فيما يظهر لي، وقد قدمت المستند واضحا في أوائل هذه السورة والله أعلم.
وأقول لا مانع أن تكون الآيتان نزلتا معا في قصة جابر في آن واحد إذ الحديث حديثٌ واحد يدور على محمد بن المنكدر، فبعضهم يرويه عنه ويقول آية الميراث وبعضهم يرويه عنه ويقول:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ} وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يَسْتَفْتُونَكَ} فإن قيل يشكل عليك أن آية {يُوصِيكُمُ