للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مرةً يعاتبه، ويظهر يأسه منه، وكأنه يودعه إلى غير رجعة:

قضى العبد بعض الواجبات بقصده ... إليكم وقد جوزي بما هو أعظم

ونال الذي قد كان يرجوه وانقضت ... أمانيه منكم، والسلام عليكم

وعلى الرغم من هذه القطيعة, فقد ظل الشاعر يتحسر على أيامه الخاليات، وعلى المودة المفقودة، ويتعذر عن جرم لا ندري كنهه للشريف محمد، ولأولاده من بعده عبد الله، وحسين، وعلي، فيقول للشريف عبد الله:

شددت بكم بعد الإله عزائمي ... فكنت عليهم بالعذاب شديدًا

وإني أعيذ النفس بعد لعفوكم ... وإن جلَّ ذنبي أو مكثت بعيدًا

ويقول مرة أخرى للشريف عبد الله:

فإني لم أبرح على العهد مخلصًا ... وإن طال عهد البعد واشتقت معهدًا

ويبدو أن الشريف عبد الله كان يصله على البعد، ولكن كان يأمل أن يستدعيه لديه:

يقلدني فضلًا عن البعد بيننا ... وأطمع حرصًا في شنوف المسامر

ويتذلل للشريف حسين, ويطلب العفو:

أقلني وبادر بالجميل فإنني ... أرى العفو دومًا ممن صفات الأماجد

ولما يئس الشاعر من صلاتهم، والعودة إليهم بعد كل ما قدمه من زلفى ومن قصائد يرسلها إليهم في كل المناسبات, قال للشريف حسين:

عللت نفسي غرورًا بالمواعيد ... فكان تعليلها عنوان تفنيد

إلى متى وإلى كم لا أرى زمني ... إلّا كذا بين تقريب وتبعيد؟!

قالوا ذكاؤك محسوب عليك كما ... يروى، فقلت حديث غير مردود

<<  <  ج: ص:  >  >>