للعمل الواجب كالصلاة والزكاة والحج مثلاً وقول الله {أولئك هم الصادقون} يوحي بأن هناك من يدعي هذه الدعوى بلا برهان، وهم كاذبون في دعواهم، أو لم يتصوروا حقيقة الإيمان تصوراً صحيحاً وظنوها مجرد إعلان باللسان والآية هذه نازلة في قوم على هذا النحو، وكون هذه الآية بأسلوب الحصر {إنما} يفيد أن من ليس كذلك ليس مؤمناً، وانظر أيضاً إلى ما يشبه هذه الآية من كتاب الله:
قال تعالى:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}(الأنفال: ٢-٤) .
فوجل القلب أي خوفه وخشيته وزيادة الإيمان أي التصديق في القلب وتأكيده، والتوكل على الله. كل هذا استجابة حسية يحسها القلب المؤمن، ومعنى هذا أن الإيمان ليس مجرد تصديق خامل في القلب وإنما هو تصديق مستجيب حي. ثم يأتي بعد ذلك إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وهما عملان من أعمال الإيمان ويعقب الله على هذا بقوله: