وتعالى تعجل غير محمود، وإنما الواجب في مثل هذه الأمور التعرف الكامل على مراد المتكلم من كلامه. والغاية التي يقصدها في النهاية وإقامة الحجة عليه إن كان بالإمكان ذلك، وهذا الكلام المجمل لا يحتاج إلى تفصيل.
(ا) لكل متكلم مقصد يريده، وفي سبيل ذلك يتخذ الأسلوب الذي يقدر عليه، وقد يخونه الأسلوب وتختلط عليه الكلمات فتحتمل معنى لا يريده أبداً، ولا يقصد إليه، فمن الخطأ كل الخطأ تفسير كلام إنسان ما حسب ما يقتضيه أسلوبه، لا حسب ما يريد هو أن يعبر عنه، ولذلك لا يجوز أن نفسر كلام شخص ما إلا بعد معرفة المعنى الذي يريد التعبير عنه، وليحمل بعد ذلك الأسلوب على المعنى المراد. ولا يقتصر هذا في كلام البشر. بل يجب تطبيق هذه القاعدة نفسها في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
(ب) إذا فهم المعنى الذي يريد المتكلم الوصول إليه، فليكن النظر بعد ذلك في الغاية والهدف الذي سيق المعنى من أجله فقد يكون المعنى في ذاته صواباً، والهدف الذي يريد المتكلم الوصول إليه باطلاً ولا تنس الكلمة العظيمة (كلمة حق أريد بها باطل) . فكم من