للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"السيرة النبوية"، وهو تنقيح وتهذيب، وتصويب لكتاب (المغازي) لابن إسحاق."حيث حذف ابن هشام كثيراً من الإسرائيليات والأشعار المنتحلة، وأضاف معلومات في اللغة والأنساب ... ومعظم المؤلفات بعده أخذت منه. والحق أن الصورة التي تعطيها مغازيه عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تقترب إلى حدٍ كبير مما أوردته كتب الحديث الصحيحة مما يعطي سيرته توثيقاً كبيراً" (١) ، ويقع الكتاب في أربعة أجزاء، يبدأ في ذكر نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وينتهي بمرثية حسان بن ثابت في الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد توافر على تحقيقه مجموعة من الباحثين، والذي يقع بين أيدينا من الكتاب الطبعة الثانية١٣٧٥هـ/١٩٥٥م.

ولقد نالت السيرة النبوية لابن هشام -التي هي في الأصل كتاب المغازي لابن إسحاق -عناية بعض العلماء، فتناولوها بالشرح والتعليق ونذكر منهم:

السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، أبو القاسم (ت٥٨١هـ) نشأ في الأندلس، ورحل إلى مراكش، وشرح السيرة النبوية لابن هشام في كتاب أسماه «الروض الأنف» (٢) .

أما الشخصية الثانية التي تناولت سيرة ابن هشام فهو: أبو ذر الخشني واسمه: مصعب بن محمد المعروف بابن أبي الركب، الجياني، نسبة إلى بلدة واسعة بالأندلس (المتوفى سنة٦٠٤هـ) له كتاب مطبوع أسماه" شرح غريب سيرة ابن إسحاق" (٣) . واللافت للنظر أن الذين اهتموا بسيرة ابن هشام هما من علماء الأندلس.


(١) أكرم العمري: السيرة النبوية الصحيحة، ١/٦٦.
(٢) ابن هشام: السيرة النبوية (مقدمة التحقيق) ص١٩.
(٣) المصدر السابق،ص ٢٠-٢١.

<<  <   >  >>