للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من أئمة الحديث، والكتاب في جملته صغير الحجم، لكنه عظيم الفائدة فهو يتحدث عن خيل الرسول صلى الله عليه وسلم، ودوابه، وسلاحه، وكسوته، وسريره، ومنائحه ولقاحه وخدمته. وعندما تقرأ هذه الموضوعات تجد فيها الزهد والتواضع، وعدم حب الدنيا ومظاهرها فكان يسأل ربه الكفاف، وأخذ البلغة من الدنيا، والزهد فيما فوق ذلك رغبة في توفير نعيم الآخرة، وإيثاراً لما يبقى على ما يفنى (١) .

"ولو كان العوز وضيق ذات اليد سبب زهده، لتغير حاله عندما جاء الله بالغنى، ولكنه آثر الزهد وخشونة العيش، وقلة الطعام لنفسه وآل بيته؛ تجافياً، وترفعاً، وإيثاراً وكراهة للشبع" (٢) .

وقد اعتمد في تأليفه كتابه هذا على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استفاد أيضا من كتاب (المغازي) للواقدي، وحماد بن إسحاق لم يأخذ الحديث عن الواقدي؛ لأنه متروك في ذلك، ولكن أخذ عنه بعض المعلومات في الأخبار، وكذا المعلومات التي لم يجدها عند المحدثين" فروايات الواقدي تتناول ما اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الملابس والإبل والغنم والخيل والسراج، وما يشبه ذلك مما يتساهل في روايته ... وقد اعتمد حماد بصورة أساسية على الواقدي في هذا القسم من كتابه" (٣) .

وكتاب تركة النبي صلى الله عليه وسلم كتاب جليل القدر عظيم المنفعة، لا يستغني عنه من أراد الاطلاع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.


(١) حماد بن إسحاق: تركة النبي صلى الله عليه وسلم (مقدمة المحقق) ، ص١٤.
(٢) المصدر السابق، (مقدمة التحقيق) ، ص ٢٤.
(٣) المصدر السابق، (مقدمة التحقيق) ، ص ٢٤.

<<  <   >  >>