للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

استوعب المؤلف أغلب المصادر الأصلية للسيرة النبوية (١) . فكتاب "الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم" من المصادر الجيدة التي اهتمت بدراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا غنى للباحثين وطلاب العلم من الرجوع إلى الكتاب.

ـ كتاب "الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم " للحافظ أبي الفداء إسماعيل ابن كثير (٧٧٤هـ) ، نشأ ابن كثير وتربى في دمشق، وتعلم العلوم الشرعية وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة، وتفقه على عدد من علماء عصره منهم البرهان الفزاري والكمال بن قاضي شهبة، وابن تيمية، والأصبهاني (٢) ، كان كثير الاستحضار، قليل النسيان، جيد الفهم، له مشاركات في بعض النصوص الأدبية والشعرية، وقد وصف بأنه الإمام المحدث المفتي البارع، يحفظ المتون (٣) ، وقال عنه ابن حبيب "إمام روى التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وَصَنَّفَ وأطرب الأسماع بالفتوى، وشنف وحدَّث، وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير، وهو القائل:

تَمُرُّ بِنَا الأيَّام تَتْرَى وَإِنَّمَا ... نُسَاقُ إلى الآجَالِ وَالْعَينُ تَنْظُرُ

فَلا عَائِدٌ ذَاكَ الشَّبابُ الَّذِي مَضَى ... وَلا زَائِلٌ هَذَا الْمَشِيْبُ المُكَدِّرُ (٤)

وقد عرف عند المفسرين بكتابه "تفسير القرآن العظيم"، وعُرِف عند


(١) المصدر السابق، ج١، ص ٩٢.
(٢) ابن العماد: شذرات الذهب، ج٣/ص ٢٣١.
(٣) ابن كثير: الفصول في سيرة الرسول. (مقدمة التحقيق) ، ص٣٠.
(٤) ابن العماد: شذرات الذهب، ٣/٢٣١.

<<  <   >  >>