خير العباد"، كتاب محقق ومطبوع (١) ، وهو كتاب ضخم خرج في اثني عشر مجلداً، وهو كتاب جليل القدر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، استقى المؤلف مادته العلمية من أكثر من ثلاثمائة كتاب كما نص على ذلك في مقدمته، وهذا عدد كبير جداً من مصادر معلوماته، ويدل على ذلك كثرة موضوعاته التي تناولت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من الشرح والتطويل. فكان المجلد الأول عن فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وفضائل بلده الشريف ومولده، وأسمائه وكناه، وكان الثاني عن صفة جسده الشريف ومبعثه. وهكذا تناول الكتاب سراياه وغزواته وهجرته ووفوده، وصفاته المعنوية، وسيرته الذاتية مع أهله وأسرته وأقربائه. ثم تناول الكتاب جانباً من جوانب عباداته في الصلاة والصيام والطهارة، وخلاف ذلك من أبواب العبادات، وختم المؤلف كتابه بدراسة مستفيضة عن الطب النبوي وتناول فيه أموراً عديدة لم تذكر حسب علمي في كتب السيرة السابقة.
فإذا تقرر ذلك، تبيَّنَ لنا أن ما ذكرته بعض المصادر من أن مصادره بلغت ألف كتاب غير دقيق. والكتاب مليء بالاستطرادات، والخروج عن النصوص في أكثر من موضع، إلا أن ما ورد فيه من المعلومات تستدعي الوقوف عندها والإعجاب بها، والأخذ منها، فهو مصدر أساس من مصادر السيرة النبوية.
(١) قام بتحقيقه عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ علي فهد معوض، وقد صدر الكتاب عن دار الكتب العلمية ببيروت في طبعته الأولى ١٤١٣هـ/١٩٩٣م.