للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قد قال: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} (التحريم:٥) .

تفسير السياحة بالصيام والجهاد

١٨٣- ومعلوم أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين لا يشرع لهن السياحة. ولكن قد فسرت السياحة بالصيام، وفسرت بالجهاد وكلاهما مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

١٨٤- أما الأول: فرواه عمرو بن دينار عن يحي بن جعدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا١.

١٨٥- وأما الثاني: فقال أبو داود في "سننه"٢: "باب النهي عن السياحة"؛ وروي فيه حديث العلاء بن الحارث عن


١ راجع: الأحاديث التي فسرت السياحة بالصيام عن أبي هريرة وعبيد بن عمير مرفوعا وكذا أقوال الصحابة والسلف كابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك والحسن وغيرهم؛ وذلك في "تفسير الطبري" (١١/٢٨، ٢٩) ، عند تفسير قوله: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} (التوبة: من الآية١١٢) .
٢ أبو داود (٢٤٨٦) والحاكم (٢/٨٣) وصححه، والبيهقي (٩/١٦١) . وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" (٢٤٨٦) .
قال المصنف رحمه الله: "وأما السياحة التي هي الخروج في البرية من غير قصد معين فليست من عمل هذه الأمة ولهذا قال الإمام أحمد: ليست السياحة من الإسلام في شيء ولا من فعل النبين ولا الصالحين مع أن جماعة من إخواننا قد ساحوا السياحة المنهي عنها متأولين في ذلك أو غير عالمين بالنهي عنه من الرهبانية المبتدعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا رهبانية في الإسلام". اهـ. "اقتضاء الصراط المستقيم" (١/٢٩١) .

<<  <   >  >>