للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفَضْلُ بن الحُبَاب، قال: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن سَلَّام الجُمَحِيُّ (١)، قال: أخْبَرَني يُونُسُ بن حَبيْب أنَّ عُلمَاءَ البَصْرَة كانُوا يُقَدِّمُونَ امْرأَ القَيْس بن حُجْر، وأنَّ أهْل الكُوفَة كانوا يُقَدَّمُونَ الأعْشَى، وأنَّ أهْلَ الحِجَاز والبَادِيَة يُقَدِّمُونَ زُهَيْرًا والنَّابِغَة.

قال ابن سَلَّامِ (٢): وأخْبَرَني أَبَانُ بن عُثْمان البَجَليّ، قال: مَرَّ لبَيْدٌ بالكُوفَة في بني نَهْدٍ فأتْبَعُوه رسُولًا سَؤُولًا، فَسَألَهُ: مَنْ أشْعَرُ النَّاس؟ قال المَلِكُ الضِّلِيْلُ، فأعادُوه إليه، قال: ثمَّ مَنْ؟ قال: الغُلَامُ القَتِيْل - وقال غيرُ أبَان: ابن العِشْرين؛ يعني طَرَفَة - قال: ثمّ منْ؟ قال: الشَّيْخُ أبو عَقِيْل، يَعْني نَفْسَهُ.

قال مُحَمَّد بن سَلَّام (٣): أخْبَرَني شُعَيْب بن صَخْر، عن هَارُون بن إبْراهيم، قال: سَمِعْتُ قَائلًا يقول للفَرَزْدَق: مَنْ أشْعَرُ النَّاس يا أبا فِرَاس؟ قال: ذو القُرُوح؛ يعنى امْرأ القَيْس، قال: حين يقُول ماذا؟ قال (a): حين يقول (٤): [من الوافر]

وَقَاهُم جَدُّهُم ببني أبيهمْ … وبالأشْقَيْنَ ما كانَ العقَابُ

قال ابنُ سَلَّام (٥): واحْتَجَّ لامْرِئ القَيْس مَنْ يُقَدِّمُه وليس أنَّهُ قال ما لم يقُولُوا، ولكنَّهُ سَبَقَ العَرَبَ إلى أشْيَاءَ ابْتَدعَها، اسْتَحْسَنَتْها العَرَبُ، واتَّبَعَتْهُ فيها الشُّعَراءُ؛ منه: اسْتِيْقَافُ صَحْبه، والبُكَاءُ في الدِّيَار، ورِقَّةُ النَّسِيب، وقُرْب المأْخَذ (b)، وتَشْبِيهُ النِّسَاءِ بالظِّبَاءِ والبَيْض، وتَشْبيهُ الخَيْل بالعِقْبان والعِصيِّ، وقَيْد الأوَابد. وأجادَ في التَّشْبِيْه، وفَصَل بين النَّسِيب (c) وبين المَعْنَى. وكان أحْسَنَ [أهْل] (d) طَبَقته تَشْبِيهًا، وأَحْسَنُ الإسْلَاميِّين تَشْبيهًا ذُو الرُّمَّة.


(a) ب: قوله: "قال حين يقول ماذا، قال" ساقط من ب.
(b) قوله: "وقرب المأخذ" ساقط من ب.
(c) من قوله: "والعصي … "إلى هنا ساقط من ب.
(d) إضافة من كتاب ابن سلام الجمحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>