للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَبِهِ تَوفِيقِي

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن العبَّاس، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الوَهَّاب بن أبي حَيَّة (a)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن شُجاع، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بن يَزِيد، عن إِيَاس بن سَلَمَةَ، عن أَبيِهِ، قال: لمَّا قَدِمَ خَالِدٌ على النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يعني: بعدَما صَنَع ببني جَذِيْمَة - عابَ عبدُ الرَّحْمن بن عَوْف على خَالِد ما صَنَع، فقال: يا خَالِدُ، أخَذْت بأَمْر الجاَهِلِيَّةِ، قَتَلْتَهُم بعَمِّك الفَاكِه قاتلَكَ اللهُ، قال: وأعانَهُ عُمَرُ بن الخَطَّاب على خَالِد، فقال خَالِدٌ: أخَذْتُهُم بقَتْلِ أبيْكَ، فقال عبد الرَّحْمن: كذَبْتَ واللهِ لقد قتَلتُ قَاتِل أبي بيَدِي، وأشْهَدتُ على قَتْلِهِ عُثْمان بن عَفَّان، ثُمَّ الْتَفَتَ إلى عُثْمانَ، فقال: أُنْشدُكَ الله هل عَلِمْتَ أنِّي قتَلْتُ قَاتِل أبي؟ فقال عُثْمان: اللَّهُمَّ نَعَم، ثمّ قال عبد الرَّحْمن: وَيْحَك يا خَالِد، ولو لَم أقْتُل قَاتِل أبي كُنت تَقْتُل قَوْمًا مُسْلِميْنَ بأبي في الجَاهِلِيَّةِ؟! قال: ومَنْ أخْبَرَك أنهم أسْلَمُوا؟ قال: أهْل السَّرِيَّةِ كُلّهُم يُخْبرونا أنَّك وجَدْتهم قد بنوا المَسَاجِدَ، وأقرُّوا بالإسْلَام، ثُمَّ حَمَلتهُم على السَّيْفِ، قال: جاءَني رسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ أُغِير عليهم فأَغَرْتُ بأمْرِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال عبد الرَّحْمن: كَذَبْتَ على رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وغالَظ عبد الرَّحْمن، وأعْرَض رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن خَالِد وغَضِبَ عليه، وبَلَغَهُ ما صَنَع بعَبْد الرَّحْمن، فقال: يا خَالِد، ذَرُوا لي أصْحَابي مَتى يُنْك أنْفُ المَرْءِ يُنْكى المَرْءُ، ولو كان أُحُدٌ ذَهَبًا تُنْفقه


(a) مهملة في الأصل. وتقدم التعليق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>