للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِيْرَاطًا قِيْرَاطًا في سَبِيْل اللهِ لَم تُدْرك غَدْوةً أو رَوْحَةً من غَدَواتِ أو رَوحَاتِ عبد الرَّحْمن.

قال: وحَدَّثَنَا الوِاقِدِيّ، قال: حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بن عُمَر، عن نَافِع، عن ابن عُمَر، قال: قال عُمَر رَضِيَ اللهُ عنهُ لخَالِد: وَيْحَك يا خَالِد، أخَذْتَ بني جَذِيْمَة بالَّذي كان من أمْرِ الجَاهِلِيَّة، أوَليْسَ الإسْلَامُ قد مَحَا ما كان في الجَاهِلِيَّةِ؟ فقال: يا أبا حَفْصٍ، واللهِ ما أَخَذْتهُم إلَّا بالحَقِّ؛ أغَرْتُ على قَوْم مُشْرِكين فامتنَعُوا، فلم يكُن لي بُدٌّ إذ امْتَنعُوا من قِتَالهم فأسَرْتهم، ثمّ حَمَلتهُم على السَّيْفِ، فقال: أيّ رَجُل تَعلم عَبْد الله بن عُمَر؟ قال: أعْلمه واللهِ رجُلًا صَالِحًا، قال: فهو الّذي أخْبَرَني غير الّذي أخْبَرتني، وكان معكَ في ذلك الجَيْشِ، قال خَالِدٌ: فإنِّي أسْتَغْفِرُ الله وأتُوبُ إليهِ، قال: فانْكَسَر عنه عُمَرُ وقال: وَيْحَك إِئْت رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم يستَغفِر لكَ.

وقال: وحَدَّثَنَا الوَاقِدِيّ، قال: حَدَّثَني يَحْيَى بن عَبْد الله بن أبي قَتَادَة، عن أهْلهِ، عن أبي قَتَادَة، وكان في القَوْم، قال: لمَّا نَادَى خَالِد في السَّحَر مَن كان مَعَهُ أسِيْرٌ فَلْيُدافِّه (١)، أرْسَلتُ أَسِيْري وقُلْتُ لخَالِد: اتَّقِ الله فإنَّكَ مَيِّتٌ، وإنَّ هؤلاء قَوْمٌ مُسْلِمُون، قال: رَحِمكَ اللهُ يا أبا قَتَادَة، إنَّهُ لا عِلْمَ لكَ بهؤلاء، قال أبو قَتَادَة: فإنَّما يُكلِّمُني خَالِد على ما في نَفْسه من التِّرَة عليهم.

أخْبَرَنا أبو حَفْصٍ عُمَر بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن طَبَرْزَد، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ بن الحُسَين، قال: حَدَّثَنَا أبو حَامِد مُحَمَّد بن هَارُون، قال: حَدَّثَنَا إسْحاق بن أبي إِسْرَائِيل، قال: حَدَّثَنَا الحَكَم بن ظُهَيْر، عن السَّرِيّ، عن أبي صالح، عن ابن


(١) يُدافِّه: يُجهز عليه. لسان العرب، مادة: دفف.

<<  <  ج: ص:  >  >>