للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وست مئة، ورأى الملائكة فيها، وأنه نَظَم قصيدةً على حَرْف التاء أكثر من ألف بيت في السُّلوك، وأنشدني بعضَها، وكان اجتماعي به في جُمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وست مئة. ثم بعد ذلك انتقلَ إلى حِمْص، وتولّى بها مشيخة الخانقاه إلى أن ماتَ.

جُمادى الأولى

• - في ليلة الاثنين مُستهلّ جُمادى الأولى باتَ جماعةٌ من التَّتار بباب البَرِيد وكَسَروا الدَّكاكين، ونَهَبوا ما فيها، وجَعَلُوا خيولَهُم بين أيديهم في وسط سُوق باب البَرِيد، وذلك لأجل حِفْظ المجانيق التي بالجامع، وامتنعَ النّاسُ من دخول الجامع من باب البريد، وانتقل السُّكّان بنواحي باب البَرِيد من الدُّور، وعَجَزوا عن حَمْل ما فيها من الأمتعة، وخافَ النّاسُ من الخروج، ولزموا البيوت، وقلَّ النّاس في البَلَد وخافوا من إلزامهم بطَمْر الخَنْدق، والاستعانة بهم في شيء من أمور الحِصار، ورُدَّت أبواب الجامع وغُلِق بعضُها، وقَلّ النّاسُ بالجامع، وقَلّ من يَحْضر الصَّلوات خوفًا من التَّشْليح. وقبل ذلك كان الجامع ممتلئًا من النّاس ومن الغُرباء والفلّاحين وأهل الحَواضر (١).

• - وفي يوم الثُّلاثاء ثاني جُمادى الأولى نُهِبَ دَيْر الحنابلة بسَفْح قاسيون نهبًا عامًّا، وسُبِيَ من كانَ فيه، وأُوذِيَ قاضي القُضاة تقيّ الدِّين الحَنْبليّ، ودخلَ جماعة إلى البلد في ضرورة وحالٍ شديدة.

وقيل: إنه أُسِرَ من الصّالحية نحو الأربعة آلاف، وقُتِلَ نحو الأربع مئة، وأُحرق أماكن حول القَلْعة، منها دار الحديث الأشرفية ما جاورَها إلى دار الحديث النُّورية وما قبالتها إلى العادلية الصَّغِيرة، واحتاطَ التَّتارُ بهذه النَّواحي


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١١، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>