للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بالمَوْصل، ومارِدين. ودخلَ دمشقَ في سنة أربع وثمانين وست مئة، ورحلَ إلى القاهرة، وحَجّ، وهو في جميع ذلك لا يفترُ عن السَّماع والتَّحْصيل والكتابة. ولم يَزَل بدمشقَ إلى أن انقضت أيام التَّتار في العام الماضي، فتوجَّه إلى الشَّرْق خَوْفًا من الغلاء بدمشق، فلم تَطُل مدّتُه ومات بعد سفره بأشهُر. وكان وقفَ أجزاءه بالخانقاه السُّمَيساطية، وانتفعَ بها النّاسُ.

[ربيع الآخر]

٢٥١٠ - تُوفِّي الشَّريفُ الدَّقّادقُ (١) التّاجرُ بالخَوّاصِين يوم الخَمِيس أول شهر ربيع الآخر.

٢٥١١ - وماتَ الزَّكيُّ عبدُ اللَّطيف (٢) الحَرّانيُّ، الضَّريرُ، مُفسِّر المَنامات يوم الأحد رابع شَهْر ربيع الآخر، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغِير.

وكانَ له معرفة جيِّدة بتفسير المنامات.

وهو أخو الشَّيخ أحمد المعروف بالمَنْجَنيقيّ الفقير.

• - ومن أول شَهْر ربيع الآخر اشتُهِرت أمورُ التَّتار بدمشق، ورجعَ النّاسُ إلى الخَوْف والإرجاف والإزعاج. وصَحّ أنّ طائفةً من التَّتار وَصَلت إلى البيرة، ثم تأخَّرت عنها، وأنَّ قومًا كشفوا المَخَاضةَ، ودخلوا البلادَ ونُودِيَ بدمشقَ يوم الاثنين الثاني عَشَر من ربيع الآخر، أن يَخْرُج النّاسُ من


(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٥٣، وترجمه أحسن مما هنا، قال: "كهل مهيب، حسن البزة، تام الشكل كثير الأموال، من أعيان تجار الخواصين ورؤسائهم، وله أولاد ملاح يركبون الخيل ويتجملون … وقد صودر أيام التتار وأخذوا منه ثلاثين ألفًا أو أزيد، وحدثني أبي أنّ والد هذا كان منجمًا بعقبة الكتان، قال: وكنتُ أراه عنده، وهو فقير شاب، ثم صار دقاقًا فصَمَّدَ وحَصّل، ثم صار تاجرًا، وأقبلت عليه الدنيا".
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>