للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٥١٥ - وفي الرابع والعِشْرين من ربيع الآخر تُوفِّيت زينبُ (١) بنتُ ضياء الدِّين يوسُف بن عُمر ابن خطيب بيت الآبار، بمِصْياف (٢).

رَوَت لنا عن الفَخْر الإرْبِليِّ.

جُمادى الأولى

• - واستهلَّ جُمادى الأولى والنّاسُ في رَجفات وخَوْف ووَجَل وشِدّة، وأربابُ المَناصب قد ضاقَت صُدُورُهم وتمنّوا الهَرَب، وأن يؤذَن لهم في ذلك، والنّاسُ في خَوْفٍ من عَدَم قُدوم العَساكر والسُّلطان، ومَن لم يَتَحَيَّل أولًا قام وتحَيّلَ وباعَ ورَهَنَ، وقاسَى النّاسُ شِدّةً شديدةً، ويقولون: أين العَسْكر؟ وما هذه أحوال مَن نِيّته الحُضُور، وهؤلاء قد تَرَكوا الشّام، وإنّما يُقاتِلُون عن ديار مِصْرَ، وما شابَه ذلك.

وخرجَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين ابنُ تَيْميّة مستهلّ جُمادى الأولى إلى المَرْج إلى المُخَيّم، فاجتمعَ بنائبِ السَّلْطنة وسَكّنه وثبَّتَه، وأقامَ عنده إلى بُكْرة الأحد الثالث الشَّهْر، فودَّعه، وساقَ على خَيْل البريد إلى الجَيْش المِصْري، فما أدركهم إلّا بعد دخولهم القاهرة (٣).

• - وصلَّى النّاسُ الجُمُعة مُستهلّ جُمادى الأولى وعليهم كآبة وحُزنٌ يُشبه يوم وُصول الخَبَر بالكَسْرة في العام الماضي، والنّاسُ يتَجَّهزونَ إلى ديار مِصْر، وتزلزل من كانت نيّته الإقامة، ولم يَبْقَ ممّن يمكِنُه التَّحَيّل في السَّفَر إلّا القليل من النّاس، وبني ضُعفاء النّاس ينتظرون قُدومَ التَّتار، مع


(١) ترجمتها في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٥٢.
(٢) ويقال فيه "مصياب" أيضًا، وهو حصن قرب طرابُلُس (معجم البلدان ٥/ ١٤٤).
(٣) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٨، والعبر ٥/ ٤٠٩، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>