للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جُمادى الآخرة

• - في يوم الأربعاء مُستهلّ جُمادى الآخِرة ذَكَرَ الدَّرْسَ قاضي القُضاة فَخْرُ الدِّين بنُ سَلَامة المالكيُّ بجامع دمشق والمَدْرسة النُّورية، وحَضرَ عندَهُ القُضاةُ والأعيانُ، وهو إمامٌ كبيرٌ من فُضَلاءِ مَذْهبه المَشْهورين بالدِّيار المِصْرية، جَمَعَ بين الفِقهِ والدِّينِ والصَّرامةِ، وشَرَفِ البَيْت، وطهارةِ النَّشْأة، ونَزاهة النَّفْس، ونَقاءِ السّاحة، وهو من قُضاة العَدْل، مَرْضِيُّ السِّيْرة، محمودُ الطريقة.

• - وفي يوم الاثنين السّادس من جُمادى الآخرة وَصلَ الخبرُ إلى دمشقَ بخَلاص الأمير سَيْف الدِّين بَهادُر آص وأنّه حُمِلَ من الكَرَك إلى القاهرةِ مُكْرَمًا مُنْعَمًا عليه، وأنَّ السُّلطانَ رضيَ عنه، ففَرِحَ أهلُه وغِلْمانُه وجميعُ النّاس، فإنّه أميرٌ مَحْبوب إلى الرَّعيّة لجودتِه وكَثْرةِ صَدَقاتِه وعَقْلِه وسُكُونِه (١).

٣٩٧٣ - وفي عَشِيّة الثُّلاثاء سابع جُمادى الآخرة تُوفِّي عِمادُ الدِّين أحمدُ (٢) ابنُ الصَّدْرِ شهابِ الدِّين أحمدَ ابن فَخْر الدِّين عُثمان بن أبي الرَّجاء بن أبي الزَّهْر التَّنُوخيُّ الدِّمشقيُّ، المَعْروف بابن السَّلْعُوس، ببُستانِه بالرَّبْوة، ودُفِنَ بُكْرةَ الأربعاء بمقبَرة الباب الصَّغير.

وكانَ حجَّ كثيرًا، وفيه مَيْلٌ إلى الفُقراء وله إحسان إليهم، وكان يَعْتَريه في بعض الأوقات نَقْصٌ في عَقْلِه، وله تِجارةٌ وتَكَسُّبٌ، وفيه عِشْرةٌ وكَيْسٌ، وكانَ في أيام عَمِّه شَهِدَ على قاضي القُضاة شهاب الدِّين بن الخُوَيِّي.

ومولدُه في سنة ستٍّ وستِّين وست مئة بدمشق.

وأسمَعَهُ والدُه كثيرًا. ومن شيوخِه القاضي ابن عَطاء، وابن عَلّان، وابن البُخاري، وحَدَّثَ بطريق الحِجاز بالعُلَى.


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٢٥، والسلوك ٢/ ٥٢٤.
(٢) ترجمته في: الدرر الكامنة ١/ ١١٣، وتحرفت فيه وفاته إلى سنة ٧١٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>