للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - وفي غُرَةِ رَمَضانَ نَزلَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ على أنْطاكِيةَ، فخَرجَ إليه جماعةٌ من أهلِها يَطلُبونَ الأمان، وشَرَطُوا شُروطًا لم يُجِبْ إليها، وزَحفَ عليها فمَلَكها يومَ السَّبت رابعَ رمضان، وأُحصيَ مَن قُتِلَ فيها فكانوا فوقَ الأربعينَ ألْفًا، وتَخَلَّصَ منها جماعةٌ من أسرى المسلمينَ من حَلَبَ وغيرِها. ثم تَسَلَّمَ السُّلطانُ دَرْكُوشَ (١) في تاسع رَمَضان، وبَغْرَاسَ في ثالثَ عَشَرِه، وصالحَ أهلَ القُصَيْرِ والقِلاعَ المُجاورةَ له، وعادَ إلى دمشقَ فدَخَلَها في السّابع والعشرينَ من رَمَضان، وعَيَّدَ بقلعةِ دمشقَ (٢).

شَوّال

• - وفي سابع شوّال أرسلَ السُّلطانُ من دمشقَ ليفُوْنَ ابن صاحبِ سيس معَ جماعة إلى والدِه ليُسَلِّمُوهُ إليه، ويَتَسَلَّموا منه الأميرَ شمسَ الدِّينِ سُنْقُرَ الأشقَرَ، ففَعَلُوا ذلك، ووَصَلَ سُنْقُرُ الأشقرُ إلى دمشقَ في تاسعَ عَشَرَ شوّال، فتَلَقّاهُ السُّلطانُ واعتَنَقا، وسارا حتى نَزَلا في الدِّهْليز، وتَسَلَّمَ نُوّابُ السُّلطانِ من صاحب سِيس دَرْبَساكَ ورَعْبانَ (٣).


(١) دركوش: حصن قرب إنطاكية، معجم البلدان ٢/ ٤٥٢، وبغراس: مدينة بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ، معجم البلدان ١/ ٥٥٢ - والقصير: بلفظ تصغير قصر .. قال ياقوت: "أول منزل لمن يريد حمص من دمشق". يراجع: معجم البلدان ٤/ ٤١٧.
(٢) الخبر في: الروض الزاهر ٣٠٧، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٤، وذيل مرآة الزمان ٢/ ٣٨٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٥١، والسلوك ١/ ٢/ ٥٦٧، و (أنطاكية) في معجم البلدان ١/ ٣١٦، وهي مدينة مشهورة هي الآن في جنوب تركيا.
(٣) دربساك، بفتح الدال المهملة، وسكون الراء المهملة، وفتح الباء الموحدة، والسين المهملة ثم ألف وكاف: قلعة شرق بغراس بينهما نحو عشر أميال، ينظر: تقويم لبلدان ٢٦٠، وصبح الأعشى ٤/ ١٢٦، ورعبان، بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة، وآخره النون: مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات، معجم البلدان ٣/ ٥٩، والأعلاق الخطيرة ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>