للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣٢٠ - وفي آخر يوم من ذي القَعْدة تُوفِّي الأميرُ جمالُ الدِّين آقُش (١) الجُلُبّانيُّ، بمدينة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ودُفِنَ بالبَقِيع.

وسبب مَوْتِه أنّه وَقَع من مصطبةٍ فانفلَقَ رأسُه وتَعَذَّر سفَره مع الرَّكْب، فبقِيَ بعدهم بالمَدِينة أربعة أيام، وماتَ.

وكان رَجُلًا جيِّدًا.

وهو صِهْر شَيْخنا شَمْس الدِّين بن الزَّيْن المَقْدسيّ، وكانَ ساكنًا في المَوْضع الذي كانَ به بُدَيْر الحَوْرانيّ، بسَفْح جَبَل قاسيون، بالقُرْب من المَدْرسة الصّاحبية. وحَجّ معَه في هذه السَّفْرة الشَّيخُ شهابُ الدِّين بن الحَلَبِيّة المُقْرئ.

ذَكرَ لي أنه قَصَدَهُ في ذلك وعَزَمَ عليه، وأنَّهُ اعتذرَ إليه بأمور فأزالَ أعذارَهُ، ووَفَّى دَينه. ولما وقعَ وتَرَكوه بالمدينة أوصَى بخدمته وتَكْمِيل حَجّه، وإعادتِه إلى أهلِه، رحمه الله تعالى.

شَهْر ذي الحِجّة

٤٣٢١ - وفي يوم الأحد رابع ذي الحِجّة تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ (٢) بنُ التُّلَيْل بقرية جَرْمانا (٣)، وصُلِّي عليه العَصْر بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.

وكان شَيْخًا بَلغَ السَّبْعين.

وخَدَمَ الفُقراء بنفسِه ومالِه، وكانَ ورثَ من أبيه ثلاث مئة ألف دِرْهم أنفقَها كُلَّها. وكانَ عليه وَقْفٌ بجَرْمانا وغيرِها. وكان يَلْبَس زِيّ الفُقراء العَسَليَّ وغيرَه، ويَصْحب تقيّ الدِّين بن تَمّام، والشَّيْخ مظفَّر المِزّي.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) كذلك.
(٣) معجم البلدان ٢/ ١٢٩، وهي قائمة إلى اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>