للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه سنةَ ستِّ مئة.

وكانَ منَ الفُضَلاء الأدباء (١)، سافرَ في طَلَبِ العِلْم، وحَصَّلَ، وبَرَعَ، وُيعرَفُ بابنِ العالِمةِ (٢) لأنَّ أُمَّهُ كانت تَحفُظُ القرآنَ، وشيئًا منَ الفقهِ والخُطَب، وتَكَلَّمتْ في عَزاءِ الملكِ العادلِ الكبير (٣). رَوَى لنا عنهُ من نَظْمِهِ وَلدُهُ القاضي زَيْنُ الدِّينِ قاضي حلبَ.

جُمادى الآخرة

٣١٢ - وفي ليلةِ الجُمُعةِ ثاني جُمادى الآخرةِ تُوفِّي شُجاعُ الدِّينِ نُعمانُ (٤) بنُ حَمْدانَ بنِ نُعْمانَ التَّكْرِيتيُّ التّاجرُ، صِهْرُ وَجِيهِ الدِّينِ ابنِ سُوَيْدٍ، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون.

وكانَ مشهورًا بالثَّروة، وعندَهُ سَعةُ صَدْرٍ فيما يُقدِّمُه للمُلوكِ منَ التَّقادم والتُّحَف، ولهُ مكانةٌ عندَ السُّلطان وقُرْبٌ، وأوجبَ ذلكَ تَغَيُّرَ خاطرِ الصّاحبِ بهاءِ الدِّينِ (٥) عليه، فلم تَنفَعْهُ مكانتُهُ وقُرُبه.


(١) أورد له اليونيني مقطوعة أوردها أيضًا الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام عن والده زين الدين عبد الله، قال: "وهو أخو العلامة الحكيم نجم الدين ابن المفتاح لأمه، وقد مر سنة اثنتين وخمسين".
قال اليونيني: "وكذلك الشرف إسماعيل المقيم ببعلبك والمتوفى بها، رحمهم الله تعالى".
أقول -وعلى الله أعتمد-: ابنه زين الدين عبد الله قاضي حلب (ت ٧٢٤ هـ) له أخبار في الدرر الكامنة ٢/ ٤٠٢، والوافي بالوفيات ١٧/ ٥٩٣، وغيرهما، وأخوه نجم الدين.
(٢) في تاريخ الإسلام: "تعرف بدهن اللوز وكانت عالمة وقتها، وقد ضبط أبو شامة وفاتها". يراجع: ذيل الروضتين ١٠٨ في وفيات سنة ٦١٥ هـ. وذكرها اليونيني في ترجمته، وفصل في ذلك.
(٣) أبو بكر محمد بن أيوب بن شادي (ت ٦١٥ هـ) أخو صلاح الدين الأيوبي. يراجع: ذيل الروضتين ١١١، ومرآة الزمان ٨/ ٥٩٤، ووفيات الأعيان ٥/ ٧٥، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٤٥٣.
(٤) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٣/ ٨٢ وفيه: "وكان صهر وجيه الدين محمد بن سويد التكريتي، زوج ابنته، وأولاده منها". ووجيه الدين محمد بن علي (ت ٦٧٠ هـ) في شوال ذكره المؤلف في موضعه.
(٥) يعني الوزير ابن حنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>