للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في ثماني مجلدات (١)، وهو غريب، كما زعم ابن قاضي شهبة أنَّ الذهبي ذكر أنه في سبع مجلدات (٢)، وهو غلط محض إما من النساخ أو منه لأن الذهبي لم يقل مثل هذا في جميع كتبه.

ولما كان المجلد الأخير يبدأ من سنة ٧٣٠ هـ، كما تقدم، فمن المحتمل أن المجلدين الثالث والرابع قد تضمنا السنوات ٧٢١ - ٧٢٩ هـ، ولا يستبعد ذلك لتوسع الأحداث والوفيات في هذه السنوات، ولأننا لا نعرف حجم كل مجلد منهما، وهما بلا شك، مثل الأخير بخط المؤلف كما دلت النقول عنها (٣).

أما قول الذهبي "أو أكثر" فلعلها إشارة إلى السنتين اللتين كتبهما المؤلف في المسودة. وأما القول بأن المجلد الثالث كان يتضمن المدة ٧٢٩ - ٧٢١ هـ (٤) فهو وإن كان معقولًا، ولكن لا دليل عليه.

وكل هذا الذي ذكرناه قائم على التخمين، فلعل الذهبي قد اطلع على نسخة المؤلف قبل قيام سبط ابن الحبوبي بتبييضها، لكن ذكر الذهبي لعدد المجلدات، وهو الناقل عن الكتاب في جميع سنواته التي تناولها ينبغي أن يُعتبر ويُقدّر.

[منهجه]

كانت الكتب التاريخية الأولى المرتبة بحسب السنين تعنى بذكر الحوادث بالدرجة الأولى مثل تاريخ خليفة بن خياط المتوفى سنة ٢٤٠ هـ وتاريخ الطبري المتوفى سنة ٣١٠ هـ وغيرهما، وقلما أعطت أهمية كبيرة ومتميزة للتراجم. وقد ظهر تحول واضح منذ القرن السادس الهجري في هذا


(١) أعيان العصر ٤/ ٥٠.
(٢) طبقات الشافعية ٢/ ٢٧٩ (ط. عالم الكتب).
(٣) انظر مثلًا: البداية والنهاية ١٦/ ١٥١ - ١٥٣.
(٤) مقدمة الدكتور عمر تدمري لطبعته ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>