للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ظاهرَ دمشقَ، ونُصِبَتْ لهُم المَشانِقُ، وجُعِلَتِ الحِبالُ في أعناقِهِم فأسْلَمُوا، وأُحْضِرُوا إلى الحاكم بدمشقَ فجَدَّدُوا إسلامَهُم عندَهُ.

رَجَب

• - وفي يوم الأحدِ ثالثِ رَجَبٍ نَزَلَ السُّلطانُ وجميعُ العَساكرِ والجُمُوع على حِمْصَ. وراسلَ سُنْقُرَ الأشقَرَ في الحُضورِ بمَن معَهُ منَ الأُمراءِ والعَسكَر، وكذلكَ الأميرَ سَيْفَ الدِّينِ أيْتَمُش السَّعدِيَّ ومَن معَه. فوَصَلَ سنْقُرُ الأشقرُ أولًا واجتمَعَ بالسُّلطان، واستحْلَفَهُ لأيْتَمُشَ السَّعديِّ يمينًا ثانيةً ليزدادَ طُمأنينةً، ثم أحضَرَهُ وتكاملَ حَضُورُهم يومَ الجُمُعةِ ثامنِ رَجَبٍ، وحَصَلَ الاجتماعُ والاتِّفاقُ على العدوِّ، وعُومِلَ سُنْقُرُ الأشقرُ ومَن معَهُ بالاحترام والخِدْمةِ والإقاماتِ والرَّواتب.

• - وفي بُكرةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرِهِ فَزعَ النّاسُ إلى جامع دمشقَ بالضُّعفاءِ والصِّغارِ والشُّيُوخ مُتضَرِّعينَ إلى الله تعالى في نُصْرةِ الإسلام وهَلاكِ عَدُوِّهِم، وأُخرِجَ المُصحفُ الكريمُ العُثمانيُّ وغيره على الرُّؤوس، وخَرَجَ الخَطيبُ والقُرّاءُ والمُؤذِّنونَ إلى المُصَلَّى ظاهرَ دمشقَ يسألونَ اللهَ تعالى النَّصرَ والظَّفَرَ.

• - وفي هذه الأيام ما بَرِحَتِ التَّتارُ تَتقَدَّمُ قليلًا قليلًا على خِلافِ عادَتِهم، فلمّا وَصَلُوا حَماةَ أفْسَدُوا في ضَواحِيها وشَعَّثُوا وأحرَقُوا بُستانَ الملكِ المَنْصورِ صاحبِ حَماةَ وجَوْسَقَهُ وما به منَ الأبنية، وعَسكَرُ المسلمينَ بظاهرِ حِمْصَ على حالِه.

• - فلمّا كانَ يومُ الخميس رابعَ عَشَرَ رَجَبٍ التَقَى الجَمْعانُ عندَ طُلوع الشَّمس، وكانَ عددُ التَّتارِ مئة ألف وأكثَر، وعَسَكرُ المسلمينَ على النَّصفِ من ذلك أو أقلَّ. وتواقَعُوا من ضَحْوةِ النَّهار إلى آخِرِه. وكانت وَقعةً عظيمةً

<<  <  ج: ص:  >  >>