للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ظُهر يوم الأربعاء السابع والعِشْرين من جُمادى الأولى وَصلَ الشَّيخُ تقيّ الدِّين المَذْكور إلى دمشق على البَرِيد بعد أن أقامَ بقَلْعة القاهرة ثمانية أيام، وتكلَّم مع السُّلْطان والنّائب والوزير والأُمراء الأكابر أهل الحَلِّ والعَقْد في أمر الجِهاد وكَسْر هذا العدوّ المَخْذول وقَهْره والظَّفر به، وإصلاح أمر الجُنْد وتقوية ضُعفائهم، والنَّظر في أرزاقهم والعَدْل في ذلك، وأمرَهُم بإنفاق فُضُول أموالِهم في هذا الوجه وتلا عليهم آية الكَنْز وقوله تعالى: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ … } الآيات [التوبة: ٣٨].

وكانَ خُرُوجه من دِيار مِصْر في يوم الثلاثاء التاسع عَشَر من جُمادى الأُولى" (١).

وسجل في وفيات رجب من هذه السنة وفاة خاله الآخر الشيخ شمس الدِّين محمد بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن عبد الرحمن، ابن الحَلاوي الحَرّاني التاجر، ببغداد (٢).

وقال في حوادث سنة ٧٠١ هـ: "وفي أول ذي القَعْدة قامَ جماعةٌ على الشَّيْخ تقيّ الدِّين ابن تَيْميّة وطَلَبوا من نائبِ السَّلْطنة منعَهُ ممّا يتعاطاه من إقامة الحُدود والتَّعْزير. وشكوا منه، وحَصَلَ كلامٌ من الجِهَتين. وكانَ تَقَدَّم منه ضرْبُ جماعةٍ من الصِّبْيان وحَلْق رؤوسهم، ثم سَكَنت القَضِية" (٣).

وقال في حوادث سنة ٧٠٢ هـ: "وفي جُمادى الأولى وَقَعَ بيد نائبِ السَّلْطنة الأميرِ جمالِ الدِّين الأفْرم كتابٌ إليه صُورة نَصِيحة على لِسان قُطُز من مماليك الأمير سَيْف الدِّين قَبْجَق، وفيه إن الشَيخ تَقِيّ الدِّين ابن تيميّة، والقاضي شَمْس الدِّين ابن الحَرِيري يكاتبان قَبْجَق ويختارانِه لنيابة المُلْك،


(١) المقتفي ٤/ ٣١.
(٢) المقتفي ٤/ ٤٣، ولم يحدد مكان دفنه، وهذا خبر تفرد به المؤلف.
(٣) المقتفي ٤/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>