للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويَعْمَلان على الأمير، وإنَّ الصَّدْرَ كمالَ الدِّين ابن العَطّار، والشَّيخَ كمال الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ يطالعان بأخبار الأمير، وإنّ جماعةً من الأُمراء معهم في هذه القَضِية، وذكروا جماعة من مماليك الأمير وخَوَاصّه، وأدْخَلُوهم في ذلك.

فلمّا قرأ الأمير هذا الكتاب وفَهِمه عَلِمَ بُطْلانه وأسَرَّهُ إلى بعض الكُتّاب، وطلب التَّعريف بمن فَعَلَه، فاجتهدَ في ذلك حتى وقعَ الخاطر والحَدَس على فَقِير يُعرف باليَعْفُوري ممّن كانَ نُسِبَ قبل ذلك إلى فُضول وتَزْوير، فمُسِكَ فوُجد معه مُسَوّدة بالكتاب المَذْكور بعينه، فضُرِبَ، فأقرَّ على شخص آخر يُعْرَف بأحمد القباريّ، كان أيضًا قد نُسِبَ إليه زُورٌ ودخولٌ فيما لا يَعنيه، فضُرِبَ الآخرُ، فاعترفَ، وعَيّن جماعةً من الأكابر أشارُوا عليهما بذلك، وكانَ قصدهم تَشْويش خاطِر الأمر على خَوَاصه، والسَّعْي في إهلاك المَذْكورين في الكتاب، فانْجَلَت القَضِيّة للأمير، وعَرَفَ الأمر فيها معرفةً شافيةً، وعَزَّرَ الفقيرين المَذْكورين في مُستهلِّ جُمادى الآخرة، ثم بعد التَّعزير أمر بتوسيطهما وتَعْلِيقهما في اليوم المَذْكور. وكذلكَ أيضًا عُزِّز التّاج ابن المَناديليّ النّاسخ في التاريخ المَذْكور، وقُطِعَت يمينه. وهو الذي كانَ كتبَ لهما الكتابَ، وخَطُّه معروف" (١).

وتناول المؤلف في حوادث سنة ٧٠٢ هـ وقعة شقحب التي انتصر فيها المسلمون على المغول انتصارًا عظيمًا، ودور الشيخ تقي الدين ابن تيمية فيها، وذكر مسيرهُ إلى البلاد المصرية على البريد ليحث السلطان على السير إلى دمشق، ثم عاد وثبّت الناس ومنعهم من الجفل، وقال: "ووَصلَت جماعةٌ كبيرةٌ من الجَيْش المِصْريّ إلى دمشق في يوم الأحد ثامن عَشَر شَعْبان، ومقدّمُهم الأميرُ رُكنُ الدِّين بَيْبَرس الجاشْنَكير، والأميرُ حُسام الدِّين لاجِين السِّلَحْدار المعروف بالأستاذ دار المَنْصوريّ، وفيهم الأميرُ سَيْفُ الدِّين


(١) المقتفي ٤/ ١١٥ - ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>