للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُهُ في سنةِ اثنتينِ وستِّ مئة بحَماةَ.

رَوَى لنا عنِ ابنِ رَوَاحةَ، ولهُ إجازاتٌ من بغدادَ، وديارِ مِصْرَ، ودمشقَ. وكانَ شيخًا جليلًا، عالمًا، صالحًا، مُدرِّسا بالعَصْرُونيّة بحَماةَ، كثيرَ التِّلاوةِ للقُرآن، مُنقطِعًا عن النّاس، مُتولِّيًا أمرَ مَشيخةِ الخانِقاه.

ولهُ أولادٌ أعيانٌ: زَيْنُ الدِّين، وناصِرُ الدِّين، وفَخْرُ الدِّين (١). تَركَ لهُم المَناصِب، واشتَغلَ بنفسِه. وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في رابع شَعْبان.

شَعْبان

١٢١٥ - في ليلةِ الجُمُعةِ رابع شعْبان تُوفِّي السُّلطانُ الملكُ الصّالحُ علاءُ الدِّينِ عليُّ (٢) ابنُ السُّلطانِ الملكِ المَنْصورِ سَيْفِ الدِّينِ قَلاوُونَ الصّالحيُّ، ودُفِنَ ضُحَى نهارِ الجُمُعةِ بتُربةِ والدتِه. وتقدَّمَ في الصَّلاةِ عليهِ بالقلعةِ قاضي القُضاةِ، تَقِيُّ الدِّينِ ابنُ بنتِ الأعَزِّ، وصَلَّى عليه خَلْفَهُ والدُهُ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ، وأخوهُ الملكُ الأشرفُ، والأمراءُ، والنّاسُ، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ حادي عَشَرَ شَعْبان.

وذَكَرَهُ الخَطيبُ في الخُطْبة، وتَرَحَّمَ عليه ودَعا لوالدِه بالثَّباتِ والصَّبْر. وكانَ وَلِيَ العَهْدَ، وخُطِبَ لهُ على المنابرِ معَ والدِه سِنين، وكانَ والدُهُ يُحِبُّهُ ويَختارُهُ. وهُو أستاذُ الأميرِ سَيْفِ الدِّينِ سَلّار (٣).


(١) وكذا قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ولم أعرف الآن من أولاده المذكورين إلا زين الدين، محمد بن أحمد (ت ٦٩٩ هـ).
(٢) ترجمته في: تحفة الفكرة ٢٦٣، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٥٩٧، والمختار من تاريخ ابن الجزري (٣٢٧)، ونهاية الأرب ٣١/ ١٥٩، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣٤، والبداية والنهاية ١٣/ ٣١٢، وعيون التواريخ ٢١/ ٤٢٨، ودرة الأسلاك، ١/ ورقة ٨١، وتذكرة النبيه ١/ ١١٥، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٧٠، والجوهو الثمين ٢/ ٩٨، والسلوك ١/ ٣/ ٧٤٤، وعقد الجمان ٢/ ٣٧٧، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٧٧.
(٣) سلار بن عبد الله المنصوري (ت ٧١٠ هـ) ذكره المؤلف في وفيات ربيع الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>