للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهم الشَّيخ، وتكلَّم باتباع الشَّريعة، وأنَّهُ لا يَسَع أحدٌ الخروج عنها بقولٍ ولا فِعْل، وذكرَ أنَّ لهم حِيَلًا يَتَحَيّلونَ بها في دُخول النّار وإخراج الزّبدة من الحُلُوق. وقال لهم: مَن أرادَ دخولَ النّار فليغسِل جَسَدهُ في الحَمّام، ثم يدلكه بالخَلّ، ثم يَدْخل، ولو دَخل لا يلتفت إلى ذلك، بل هو نوعٌ من فعل الدّجّال عندنا. وكانوا جَمْعًا كبيرًا.

وقال الشَّيخُ صالح شَيْخ المُنَيْبع: نحنُ أحوالنا تَنْفق عندَ التَّتار ما تنفق قُدّام الشَّرْع. وانفصلَ المَجْلس على أنَّهم يَخْلَعون الأطواقَ الحديد، وعلى أنَّ مَن خَرجَ عن الكِتاب والسُّنّة ضُرِبَت رقبتُه، وحَفِظ هذه الكلمة الحاضرون من الأمراء والأكابر وأعيان الدَّولة.

وكَتَب الشَّيخ عَقِيب هذه الواقعة جُزءًا في حال الأحْمَدية ومَبْدئِهم وأصل طريقتِهم، وذكرَ شَيْخَهم وما في طريقتهم من الخَيْر والشَّرِّ، وأوضحَ الأمرَ في ذلك" (١).

"وفي يوم الاثنين ثامن رَجَب طُلِبَ القُضاة والفُقهاء وطُلِبَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّين ابن تَيْمية إلى القَصْر إلى مَجْلس نائبِ السَّلْطنة، فلما اجتمَعُوا عنده سألَ الشَّيخَ تَقِيَّ الدِّين على التَّعيين عن العَقِيدة، فأحضرَ الشَّيخُ "عقيدته الواسطيّة"، وقُرِئت في المجلس وبحثَ فيها، وبَقِيَ مواضع أُخِّرَت إلى مَجْلس آخر.

ثم اجتمَعُوا يوم الجُمُعة بعد الصَّلاةِ ثاني عَشَر رَجَب المَذْكور، وحَضرَ هذا المَجْلس أيضًا الشَّيخُ صَفِيُّ الدِّين الهِنْدي وبحثُوا معه، وسألُوه عن أشياء ليست في العَقِيدة، وجعلُوا الشَّيخَ صَفِيَّ الدِّين يتكلَّم معه. ثم اتَّفقُوا على الشَّيخ كمال الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ، فحاقَقَهُ وبحثَ معه من غير مُسامَحة،


(١) المقتفي ٤/ ٢١٨ - ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>