للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخَرَجَ من أصْبهانَ شابًّا، ودَخلَ بغدادَ واشتغلَ بها. وكانَ عارفًا بأصولِ الفِقهِ والخلافِ والمَنطِق، وصَنَّفَ في ذلك، وشَرَحَ "المحصول" لابن الخطيب، ولم يُكمِلْه وصنَّف "القواعدَ" مُشتملًا على فُنون أربعة: أصولِ الفِقْه، وأصولِ الدِّين، والمَنْطِق، والخِلاف. وأقامَ بحلبَ مُدّة، ووَلِيَ قضاءَ مَنْبِج، ثم انْتقلَ إلى الدِّيار المِصْريّةِ ووَلِيَ قضاءَ قُوصَ، وقضاءَ الكرك. ثم درَّسَ بالمدرسةِ الصّاحبيّةِ بمِصْرَ، ثم دَرَّسَ بمَشهَدِ الحُسَين رضيَ اللهُ عنه، ثمّ بالمدرسةِ المُجاورةِ لتُربةِ الإمام الشّافعيِّ رضيَ اللهُ عنه، وماتَ وهُو مُدَرِّسُها. واشْتغَلَ النّاسُ عليهِ وانْتفَعُوا به. ورَوَى لنا شيئًا من أوّلِ "سُننِ أبي داودَ" عن طُغْرِيل المُحْسِنيِّ عنِ ابنِ طَبَرْزَد.

وسَألتُهُ عن مَولدِهِ فقال: في سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة بأصْبَهان.

شَعْبان

• - تَوجَّهَ السُّلْطانُ الملكُ المَنْصورُ إلى الدِّيارِ المِصْريّة من دمشقَ في يوم الأحدِ ثاني شَعْبان (١).

١٢٧١ - وفي يوم الاثنينِ ثالثِ شَعْبانَ تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ مُعِينُ الدِّينِ أبو اليُمْن بركوت (٢) بنُ عبدِ الله الجابِريُّ الإسْكندَرِيُّ الضَّريرُ الأسودُ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

وكانَ رجُلًا صالحًا مُتعبِّدًا، صَحِبَ الفُقراءَ، وسَمِعَ كثيرًا من الحديث؛ سَمِعَ بحَلبَ من المُوفَّقِ يَعيشِ النَّحْويِّ، وابنِ رَوَاحةَ، وابنِ خليل. وبدمشقَ من كريمةَ القُرَشيّة، والسَّخَاوِيِّ، وابنِ أبي جَعْفَرٍ القُرطُبيِّ، وعِزِّ الدِّينِ


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣١/ ١٦٤، والبداية والنهاية ١٣/ ٣١٤، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٨٢، والسلوك ١/ ٣/ ٧٤٩، وعقد الجمان ٢/ ٣٨٢.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>