للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"١.

ففي هذه الأحاديث الثلاثة وغيرها مما لم نذكره ذم واضح لفرقة الخوارج فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم طائفة مارقة وأنهم يبالغون في الصلاة وقراءة القرآن لكنهم لا يقومون بحقوق الإسلام بل يمرقون منه وأنهم ليس لهم من الإيمان إلا مجرد النطق به، وأنهم أصحاب عقول رديئة وضعيفة، وأنهم عند ما يقرؤون القرآن يظنونه لشدة ما بلغوا إليه من سوء الفهم أنه لهم وهو عليهم٢.

هذا وكان لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى مواقف مشهورة وأقوال مأثورة في التعامل مع الخوارج ومناظرتهم ودحض شبههم بالحجة وآرائهم بالدليل وإيضاح الحق لهم بدليله حبا منه للسنة واتباعا للسلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.


١ البخاري مع الفتح ١٢/٢٨٣، (٦٩٣٠) .
٢ انظر: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة للدكتور ناصر بن علي الشيخ ٣/١١٨١، ط. مكتبة الرشد الرياض الطبعة الثانية عام ١٤١٥هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>