للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفعلًا ظلُّوا على ما هم عليه فعاجلهم الله بالعقوبة. وهذا شأن كل مستكبر ضالٍّ عن الطريق السويّ لا يأتمر بأوامر الله ولا ينتهي بالنواهي.

قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأعراف: ٨٥].

ولكن قوم شعيب لم يتركوا شعيبًا ومن آمن معه، بل هددوهم بإخراجهم من القرية أو أن يعودوا إلى دين آبائهم وأجدادهم، ولكن شعيبًا - عليه السلام - والذين آمنوا معه بِعُلُوِّ إيمانهم وإخلاصهم لله لم يُلقوا لهم بالًا ولم يستمعوا لما يقولون، واستمروا على إيمانهم غير مبالين بما يفعلون. قال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (٨٨) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: ٨٨ - ٨٩].

وهكذا حال مَن كفر برسل الله، فإن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يقف موقف المعادي للرسل والرسالات السماوية. قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: ٩١].

ثم بعد هؤلاء الأنبياء أرسل الله سبحانه وتعالى كَلِيمَه ورسولَه إلى بني إسرائيلَ، أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قومه الذينِ كانوا تحت حكم فرعون وسلطانه. فجاء موسى - عليه السلام - إلى فرعون يبيِّن له بأنه مرسَل مِن رب العالمين الأحد الفرد الصمد الخالق الرازق المحيي المميت، وهو رب كل شيء ومليكُه. ثم بيَّن موسى - عليه السلام - لفرعونَ بأنه جاء ببيِّنة وحجة دالّة ومصدِّقة على أنه مرسَل من الله سبحانه وتعالى. لذا عليك أن

<<  <   >  >>