للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الملكية والجهادية١ وأرسلت إلى كريت والشام وبلاد العرب والسودان٢ وقرأها المبعوثون في أوربا٣ ولكن هؤلاء جميعًا لم يتجاوز عددهم ستمائة قارئ٤، وذلك في أعظم أوقات الحكومة خطرًا يوم كان جيوشها تحارب في الشام وهي في أشد الحاجة إلى الدعاية والإعلان، ومصدر هذه القلة في عدد قراء الوقائع أسباب كثيرة من أهمها أن مجال الاشتراك فيها لم يبح على إطلاقه بل قرر الباشا أن من له حق الاشتراك فيها من بلغ مرتبه في كل شهر ألف قرش فأكثر٥ ومن الثابت أن كثيرين ممن كانوا يتقاضون مرتبًا أقل من ألف قرش كان في استطاعتهم قراءتها والاستفادة منها، وقد تحدد عدد المشتركين في الوقائع أو القارئين لها، وبذلك لم يطلق توزيعها على الصورة التي اتبعت مع مثيلاتها من الصحف الرسمية في الدول الأخرى، كذلك تحددت أخبارها، فإن إشارة افتتاحية الوقائع إلى "بعض الأمور التي ترد من مجلس المذاكرة السامي والأمور المنظورة بها في ديوان الخديوي" يدلنا على أنه ليس كل ما يدور في هذه المجالس يصبح حقًّا مباحًا لقرائها، بل تقتصر على نشر ما من شأنه ألا يخل بسرية هذه المجالس، وكذلك كان الشأن في الأخبار العادية الأخرى التي درجت الجريدة الرسمية على نشرها فهذه أيضًا كانت لا تنشر إلا بعد امتحان قاس من ديوان الخديو وبعد رقابة عنيفة من الحكومة ومحمد علي نفسه٦.


١ محفوظات القلعة كراسات ملخصات الأوامر العلية، كراسة رقم ٩، ص١٧٢.
٢ محفوظات عابدين وثيقة رقم ١٧٦ و٢١٦ في ٢٩ صفر عام ١٢٤٩ هـ دفتر ٧٨٧ ديوان خديوي تركي.
٣ تاريخ الوقائع المصرية "١٨٢٨ - ١٩٤٢" للمؤلف الطبعة الثانية، ص٣٨ - ١٠٦,
٤ Dowin La Mission Du Baron De Boisiecomte L Egypte et La Syrie En ١٨٣٣ P, ١٣٩
٥ محفوظات عابدين وثيقة رقم ١٢٧ دفتر رقم ٩ مدارس عربي في ٥ ذي القعدة عام ١٢٦٠هـ من ديوان المدارس إلى المطبعة.
٦ تاريخ الوقائع المصرية للمؤلف، ص٥٥ وما بعدها.

<<  <   >  >>