للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما كان هو نفسه موضوع الحديث بعدها أيضا كما تذكر هذه الآية: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} ١.

وكما يستدل على أصل "الاجتهاد" الفقهي من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ٢. مع أن هذه الآية في سورة العنكبوت، وهي تشير إلى "الجهاد" في سبيل الله لا إلى الاجتهاد في الفقه, وفرق واسع بين الاجتهاد والجهاد ... أما الأصل القرآن للاجتهاد في نظر الفقهاء فهو في قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ٣.

- وقد يذهب "إقبال" في تفسير بعض آيات أخرى مذهبا علميا أو فلسفيا ويبعد المعنى عن أن يكون في مستوى توجه الإنسان المتوسط ... كما يفسر قوله تعالى: {أُمُّ الْكِتَابِ} في آية {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} ٤. بـ"الزمان الإلهي" وهو يشرحه على هذا النحو التالي:

"وإذا ارتقينا درجة فدرجة في سلم المفارقات، فإنا نبلغ الزمان الإلهي، وهو زمان مجرد تجردا تاما عن صفة المرور والانصرام، ومن ثم فهو لا يقبل التجزؤ، والتوالي والتغير، وهو فوق القدم، لا أول له ولا آخر له, فعين الله ترى جميع المرئيات، وأذنه تسمع جميع المسموعات بفعل واحد من أفعال الإدراك غير منقسم، وقبلية الذات الإلهية لا تستند إلى قبلية الزمان بل الأمر بالعكس: إذ إن قبلية الزمان هي التي تستند إلى قبلية الذات الإلهية، وهكذا فالزمان الإلهي هو الذي يصفه القرآن بأنه: {أُمُّ الْكِتَابِ} ٥.

وكما يفسر قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ٦: بقرب كمال الذات الإلهية إلى كمال الوجود في ذات الإنسان. إذ يقول:

"على أن هناك درجات في تجلي الروحية أو الذاتية، وتجلي هذه


١ الإسراء: ٨٨، ٨٩.
٢ المصدر السابق: ص١٧٠, والآية من سورة العنكبوت: ٦٩.
٣ المصدر السابق: ص١٧٠, والآية من سورة النساء ٨٣.
٤ الرعد: ٣٩.
٥ المصدر السابق: ص٨٩.
٦ سورة ق: ١٦.

<<  <   >  >>