للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسامه، وكانت غزنة دارهم ومثواهم، استمروا بها، ونقلوا عن بخاري قاعدة الملك إليها، ثم تناوب بنوه (المخطوط ص ٨٠) الجلوس على سريرها، ثم استقرت ملوك الغورية [١] ، وقاعدة سلطانهم ومنبع أعوانهم.

وغزنة مخصوصة بصحة الهواء وعذوبة الماء، والأغراض «١» بها قليلة، وأرضها لا تولد الحيات والعقارب والحشرات المؤذية، ومنها خرج الرجال الأنجاد، وتأمل مواقف ملوكها في غزو الهند والترك، وذبهم عن بيضة الإسلام والملك ما أبقيت الغورية رحمهم الله على قصور عددهم، وقصر مددهم.

لقد كملوا ما بدأ به السلطان محمود بن سبكتكين في غزوات الهند، وسنوابها الفتوح حتى دخل الإسلام تلك الممالك العظمى «٢» ، وعلي الحقيقة ما فتحوا الهند بل «٣» فتحوا الدنيا، وبذلك على هذا ما تقدم ذكره.

وأما غزنة [٢] فهي مدينة مضايقة للسند «٤» ، وقيل أنها منها، وقال صاحب كتاب صفة الأرض أن غزنة من بلاد السند وهي واقعة في الثالث.

قال أبو سعيد منصور زعيم جرجان، ولم أر بلدة في الصيف أطيب، وفي الربيع أشبه، وفي الخيرات أنظف من غزنة، وهي قليلة الأشجار، ولهذا صح هواؤها،


[١] التتار وتتر والتاتار قبائل سكنت شمال وسط آسيا وجاورت قبائل المغول، وضمها جنكيز خان إلى قبائله ومن التاتار قبائل همجية وأخرى متحضرة، لهم جمهورية ذات حكم ذاتي الآن في الاتحاد الروسي هي تتارستان.
يقول بارتولد: أن التتار عرفوا بهذا الاسم منغوليا وعرفوا في الصين باسم مونغكو- تتا (تركستان ٥٤٥) .
[٢] غزنة: بلد السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين، كانت كبيرة، شديدة البرد (رحلة ابن بطوطة ٢٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>