عنهم، وبعضا من أقوالهم، مما زاد الكتاب نورا على نور، فكان هذا الجزء كتاب علم لمن يريد العلم، وكتاب تصوف لمن أراد التصوف والتعرف على سير الرجال الصالحين العظماء من هذه الأمة المباركة، ففيه كثير من رجال" الرسالة القشيرية"، إن لم يكونوا كلهم، وكذلك ضمّ الكثير من رجال" طبقات الأولياء" لابن الملقن، وبعضا من تراجم رجال" طبقات الصوفية" للسلمي، ورجال من رجال" حلية الأولياء" ورجال طبقات الصوفية" للمناوي" وغيرهم كثير.
ولقد كان المصنف- رحمه الله تعالى- أمينا في نقله غاية الأمانة، فإذا ما ذكر عن كتاب نقلا ما قال:" وقال فلان في كتاب كذا"، وينقل النص أحيانا بتمامه، وأحيانا بتصرف بسيط، أو اختصار غير مخلّ، ولعل أمانته تلك ساعدت كثيرا في إخراج الكتاب على أحسن وجه، ضبطا للنصوص، وتوثيقا للمواد.
ولعلّ الفائدة الكبرى من هذا الكتاب أيضا إضافته لتراجم كثير من رجال عصره ممن لم يرد أغلبهم في كتب التراجم، إلا في هذا الكتاب.
وهناك أمر آخر أيضا ينبغي أن نشير إليه لبيان أهمية هذا الكتاب، وهو أن المصنف رحمه الله تعالى أضاف إلى مواد الكتاب مواد ذكر عنها أنها لا توجد في غيره، كما جاء- على سبيل المثال- في ترجمته لعمر بن الفارض- رضي الله عنه- حيث نقل بعضا من قصائده وجد منها في ديوانه، وبعضها الآخر ذكر- هو نفسه- أنها ليست في ديوانه، وقد صدق في ذلك؛ فعند رجوعنا إلى ديوان ابن الفارض- بطبعاته المتعددة- لم نجد له تلك القصائد. فلله در ابن فضل الله على صنيعه ذاك!.
ومن هنا فإنه لا يرد على ابن فضل الله ما يورده البعض من أنه لم يضف في كتابه هذا شيئا جديدا، بل أضاف أشياء لا توجد في غيره من الكتب- وستجد يا أخي القارئ الكريم مصداق قولنا عند اكتمال هذه الموسوعة طبعا وتحقيقا، في كل جزء منه ستجد