عن لنا سرب من النّعام ... مشرفة الأعناق كالأعلام
فاغرة الأفواه للهيام ... كأينق فرّت من الزّمام «١»
وحش على مثنى من الأقدام ... مل طير تدعى وهي كالأنعام «٢»
تطير بالأرجل في الموامي ... كأنّما أعناقها السّوامي «٣»
أراقم قد قمن للخصام ... فحين همّ السّرب بانهزام
ألجمت القسيّ بالسّهام ... وأرسل النّبل كوبل هام
فعنّ رأل عارض أمامي ... كأنّما درّع بالظّلام
نيطت جناحاه بعنق سام ... كأنّها في حسن الالتئام
هاء شقيق وصلت بلام ... عارضته تحت العجاج السّامي
بسابق ينقضّ كالقطامي ... خلو العنان مفعم الحزام «٤»
يكاد يلوي حلق اللّجام ... ذي كفل راب وشدق دام
(٢٤٣) وصفحة ريّا ورسغ ظام ... فحين وافى عارضا قدامي
أثبتّ في كلكله سهامي ... فمرقت في اللّحم والعظام
فخرّ مصروعا على الرّغام ... قد ساقه الخوف إلى الحمام
فأعجب الصّحب به اهتمامي ... حتى اغتدى كلّ من الأقوام
يقول: لا شلّت يمين الرّامي
وقال يصف فرسا أدهم محجلا: «٥» [البسيط]