للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى الرغم من هذا الشرح المستفيض من الإمام السيرافي ... لم يبيّن لنا بياناً شافياً في مفهوم الضرورة الشعرية، بل إنّه لم يتطرق إلى ذلك على الإطلاق، لأنّه شُغِلَ بذكر الأقسام والتفاصيل الدقيقة الأخرى، ((وقد سماه باب ما يشتمل الشعر)) (١٠) ، ولم يبعد كثيراً عن تسمية سيبويه لهذا الباب.

ولم يكن السيرافي وحيداً في عدم بيان ((مفهوم الضرورة الشعرية)) ، بل إنّ شرّاح الكتاب جميعاً - فيما أحصيت - لم يتعرضوا لمفهوم الضرورة الشعرية، ومن هؤلاء الشراح الرماني (١١) ، والصفار (١٢) ، وابن خروف (١٣) وغيرهم (١٤) ممن كانت له عناية خاصة بكتاب سيبويه كأبي علي الفارسي في كتاب (التعليقة) (١٥) ، وأبي نصر المجريطي القرطبي (ت ٤٠١ هـ) في مؤلف قيم له سماه (شرح عيون كتاب سيبويه) (١٦) .

وكذلك فعل شرّاح شواهد الكتاب، وأصحاب ((النكت)) على الكتاب، وما أكثر هؤلاء وأولئك، ومنهم على سبيل المثال فقط، الأعلم الشنتمري، وابن السيرافي.

هذا وبعد أن فشلتُ في العثور على نص صريح لسيبويه في كل ما أشرت إليه من المراجع السابقة ... اتجهتُ إلى شريحة أخرى من المراجع الخاصة بالضرائر الشعرية ... لعلها تكون قد نقلتْ بعض النصوص من المخطوطات التي لم تنشر بعد، وما أكثر المخطوطات التي تحتاج إلى نشر، وقد قدرها بعض المختصين بحصر المخطوطات في العالم من المكتبات العامة والخاصة ... قدروها بما يربو على ثلاثة ملايين مخطوطة لم تَرَ النور بعد!!

وبعد جهد جهيد، وبعد ((اللّتيّا والتي)) كما يقولون خرجتُ من هذه الشريحة بخفّيْ حنين، أو كما يقول الحريري في مقاماته، خرجتُ منه ((خاليَ الوِفاض، باديَ الإِنْفاض)) فلم أعثر على أي نص إطلاقاً، ولم يكن حظي معها بأسعدَ من حظي مع أخواتٍ لها سابقات!!

<<  <  ج: ص:  >  >>