للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الذي (١) رَفَعَ قَدْرَ حبيبه في الدارَين، وَنَصَبَهُ بخفض العِدَا لا سِيَّما يوم بدرٍ وحنين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الكرام، وعلى من تبعهم من السادة البررة الأعلام، صلاة وسلاما بهما ننتظم في سلكه الرفيع، ونأمن من كل هول بالدخول في حصنه المنيع، آمين، أمَّا بعد: فاعلم رزقنا الله التوفيق (٢) ، وسلك بنا مَهَايِع (٣) التحقيق أَنَّ الذي يلي لفظ «لا سِيَّما» له حالتان: التنكير، والتعريف. فإن كان نكرة جاز فيه ثلاثة أوجه: الجر، والرفع، والنصب. فالجر وهو أرجحها (٤) بإضافة «سي» إليه، و «ما» زائدة بينهما (٥)


(١) في "ج" بعد البسملة: وبه نستعين، وهو ثقتي، الحمد لله الذي.... .
(٢) في "ج": فاعلم رزقنا التوفيق.
(٣) الْمَهَايِع: جمع مَهْيَع، وهو الطريق الواسع المنبسط. ينظر اللسان ٨/٣٧٩ "هيع ".
(٤) وذلك لسلامته من التقدير ومن الضعف الوارد على حالة الرفع والنصب. ينظر شرح الرضي للكافية ٢/٧٩١، والمغني ص ١٨٧، وشرح الأشموني ٢/١٦٧، والفوائد العجيبة ص ٤٥، وحاشية الدسوقي على المغني ١/١٥٢، وشرح الأمير على نظم السُّجاعي في «لا سِيَّما» ص ١٠٥٤، وينظر الحاشية ذات الرقم ٣٦١ والحاشية ذات الرقم ٣٦٢ والحاشية ذات الرقم ٣٦٧.
(٥) زيادة «ما» بين المضافين مسموعة، كما في الآية التي سيذكرها المؤلف. ينظر المغني ص ٤١٢، والمساعد ١/٥٩٧، وهمع الهوامع ٣/٢٩٢.

... ... ومما يدُلُّ على زيادتها في «لا سِيَّما» جواز حذفها كما ذَكَرَ سيبويه في الكتاب ٢/١٧١ فيقال: (لا سيَّ زيدٍ) ، إلا أَنَّ إثباتها أكثر. ووَهِمَ في هذا ابن هشام الخضراوي فنسب إلى سيبويه القول بأَنَّها زائدة لازمة لا يجوز حذفها. قال المرادي عنه في شرح التسهيل ل ١٨٣ أ: (وكأَنَّه طالع أول كلامه ولم يطالع آخره) . تنظر مسألة زيادة «ما» بعد «لا سِيَّما» في المسائل البغداديات ص ٣١٨، وارتشاف الضرب ٣/١٥٥٠، والمساعد ١/٥٩٧، وهمع الهوامع ٣/٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>