لقد وجد الشيخ عضيمة باستقراء بعض المسائل النحوية في القرآن الكريم أن ما جاء في القرآن الكريم يخالف بعض القواعد النحوية التي ذكرها النحاة. يقول الشيخ موضحاً هذه النتائج التي توصَّل إليها:
وللنحويين قوانين كثيرة لم يحتكموا فيها لأسلوب القرآن، فمنعوا أساليب كثيرة جاء نظيرها في القرآن، من ذلك:
١) ذكر سيبويه قبح» كلّ «المضافة إلى نكرة في أن يلي العوامل، فقال (١: ٢٧٤) :» " أكلت شاة كلَّ شاةٍ " حسن، و" أكلت كلَّ شاة " ضعيف «.
جاء» كلّ «المضافة إلى نكرة مفعولاً به في ٣٦ موضعاً في القرآن الكريم، كما تصرّفت في وجوه كثيرة من الإعراب.
٢) منع السهيلي أن تلى» كلّ «المقطوعة عن الإضافة العوامل، نحو:» ضربت كلاً «، و» مررت بكلٍّ « (نتائج الفكر ص ٢٢٧) .
جاءت» كلّ «المقطوعة عن الإضافة مفعولاً به، ومجرورة بالحرف متأخرة عن فعلها في آيات من القرآن.
٣) اشترط الزمخشري في خبر» أنَّ «الواقعة بعد» لو «أن يكون خبرها فعلاً (المفصَّل ٢: ٢١٦) .
جاء خبرها في القرآن اسماً جامداً، واسماً مشتقاً.
٤) منع ابن الطراوة أن يقع المصدر المؤوَّل من» أن «والفعل مضافاً إليه (الهمع ٢: ٣) .
جاء المصدر المؤوَّل من» أن «والفعل مضافاً إليه في ثلاثة وثلاثين موضعاً في القرآن.
٥) منع النحويون وقوع الاستثناء المفرَّغ بعد الإيجاب، وعلَّلوا ذلك بأن وقوعه بعد الإيجاب يتضمن المحال أو الكذب.