للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غاية السرور، وتحقّق كلّ أحد من حواشى الملك الناصر بإتمام أمره. وكان نوغيه منذ قدم على الملك الناصر بالكرك لا يبرح يحرّضه على المسير إلى دمشق حتّى إنّه ثقل على الملك الناصر من مخاشنته فى المخاطبة بسبب توجّهه إلى دمشق، وغضب منه وقال له: ليس لى بك حاجة، ارجع حيث جئت، فترك نوغاى الخدمة وانقطع وحقد له الملك الناصر ذلك حتّى قتله بعد عوده إلى الملك بمدّة حسب ما يأتى ذكره من كثرة ما وبّخه نوغيه المذكور، وأسمعه من الكلام الخشن.

ولمّا قدم أيتمش بالأجوبة على الملك الناصر قوى عزم الملك الناصر على الحركة؛ ثم إنّ الملك الناصر أيضا أرسل مملوكه أيتمش المحمدى المذكور إلى الأمير بكتمر الجوكندار نائب صفد حسب ما أشار به قرا سنقر، فسار أيتمش إليه واجتمع بالأمير محمد بن بكتمر الجوكندار، فجمع محمد المذكور بين أيتمش وبين أبيه ليلا فى مقابر صفد، فعتبه أيتمش على ردّه أوّلا قاصد السلطان الملك الناصر فاعتذر له بكتمر بالخوف من بيبرس وسلّار كما كان وقع له مع الناصر أوّلا بالديار المصريّة حين اتّفقا على قبض بيبرس وسلّار ولم يتمّ لهم ذلك، وأخرج بكتمر بسبب ذلك من الديار المصريّة، وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه. انتهى. ثم قال له بكتمر: ولولا ثقتى بك ما اجتمعت عليك، فلمّا عرّفه أيتمش طاعة الأمير قراسنقر والأمير قبجق والأمير أسندمر أجاب بالسمع والطاعة، وأنّه على ميعاد النوّاب إلى المضى إلى الشام، وعاد أيتمش إلى الملك الناصر بجواب بكتمر فسرّ به غاية السرور.

وأمّا السلطان الملك المظفّر بيبرس هذا فإنّه أخذ فى تجهيز العساكر إلى قتال الملك الناصر محمد حتّى تمّ أمرهم وخرجوا من الديار المصريّة فى يوم السبت تاسع شهر رجب وعليهم خمسة أمراء من مقدّمى الألوف، وهم: الأمير برلغى الأشرفىّ، والأمير جمال الدين آقوش الأشرفى نائب الكرك كان، والأمير عزّ الدين أيبك