للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناصر من الكرك فثارت العوامّ وصاحوا. نصر الله الملك الناصر! وتسلّل عسكره من دمشق طائفة بعد طائفة إلى الملك الناصر، وانفرط الأمر من الأفرم واتّفق الأمير بيبرس العلائى «١» والأمير بيبرس «٢» المجنون بمن معهما على الوثوب على الأفرم والقبض عليه، فلم يثبت عند ما بلغه ذلك، واستدعى علاء الدين [علىّ «٣» ] بن صبيح، وكان من خواصّه وخرج ليلا وتوجّه إلى جهة الشّقيف «٤» ، فركب قطلو بك والحاجّ بهادر عند ما سمعا خبر الأفرم، وتوجّها إلى الملك الناصر، وكانا كاتباه بالدخول فى طاعته قبل ذلك، فسّر بهما وأنعم على كل واحد منهما بعشرة آلاف درهم؛ وقدم على الناصر أيضا الجاولى وجوبان وسائر من كان معهم، فسار بهم الملك الناصر حتى نزل الكسوة، وخرج إليه بقيّة الأمراء والأجناد. وقد عمل له سائر شعار السلطنة من السناجق الخليفتيّة والسلطانيّة والعصائب والجتر «٥» والغاشية «٦» ، وحلف العساكر وسار يوم الثلاثاء ثانى «٧» عشر شعبان يريد مدينة دمشق، فدخلها من غير مدافع بعد ما زيّنت له زينة عظيمة، وخرج جميع الناس إلى لقائه على اختلاف طبقاتهم حتى صغار الكتّاب، وبلغ كراء البيت من البيوت التى بميدان الحصى إلى قلعة دمشق للتفرّج على السلطان من خمسمائة درهم إلى مائة درهم، وفرشت الأرض بشقاق الحرير الملوّنة، وحمل الأمير قطلوبك المنصورىّ الغاشية، وحمل الأمير الحاج بهادر الجتر، وترجّل الأمراء والعساكر بأجمعهم ومشوا بين يديه حتّى نزل بالقصر [الأبلق «٨» ] ؛ وفى وقت نزوله قدم مملوك الأمير قرا سنقر نائب حلب لكشف الخبر