تسع وخمسين وسبعمائة، أمسك السلطان الأمير صرغتمش الناصرىّ، بعد ما أقعد له قواعد مع الأمير طيبغا الطويل ويلبغا العمرى وغيرهما، وأمسك معه جماعة من الأمراء، وهم طشتمر القاسمى حاجب الحجاب، وطيبغا الماجارى وأزدمر وقمارى وأرغون الطّرخانى وآقجبا الحموىّ، وجماعة أخر من أمراء الطبلخانات والعشرات، وكان سبب مسكه أنّ صرغتمش كان قد عظم أمره بعد موت شيخون، واستبدّ بأمور الدولة وتدبير الملك، فلما تمّ له ذلك، ندب الملك الناصر حسنا لمسك طاز ووغّر خاطره عليه، حتى كان من أمره ما كان، فلمّا صفا له الوقت بغير منازع، لم يقنع بذلك، حتى رام الوثوب على الملك الناصر حسن ومسكه واستقلاله بالملك، فبلغ الناصر ذلك فاتّفق مع جماعة من الأمراء على مسكه عند دخوله على السلطان فى خلوة، فلمّا كان وقت دخوله وقفوا له فى مكان رتّبهم السلطان فيه، فلما دخل صرغتمش احتاطوا به وقبضوا عليه، ثم خرجوا لمن عيّن لهم من الأمراء المقدّم ذكرهم، فقبضوا عليهم أيضا فى الحال، وحبسوا الجميع بقلعة الجبل، فلما بلغ مماليك صرغتمش وحواشيه من المماليك، ركبوا بالسلاح وطلعوا الى الرميلة، فنزل إليهم المماليك السلطانية من القلعة، وقاتلوهم من بكرة النهار الى العصر عدّة وجوه، إلى أن كانت الكسرة على مماليك صرغتمش. وأخذتهم السيوف السلطانية، ونهبت دار صرغتمش عند بئر الوطاويط «١» ، ونهبت دكاكين الصليبة، ومسك من الأعجام صوفية المدرسة «٢» الصّرغتمشية جماعة لأنهم ساعدوا الصّرغتمشية وأحموهم عند