للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدقة. ويدخل فى هذا النشاط المعجمى بعض اللغويين وضع معاجم لألفاظ الفقهاء مثل المغرب فى ترتيب المعرب لناصر (١) المطرّزى الخوارزمى المتوفى سنة ٦١٠ خليفة الزمخشرى فى وطنه خوارزم. ومعجمه يتناول الألفاظ الغريبة التى يستخدمها الفقهاء.

وحاول اللغويون فى إيران أن يضعوا كتبا تجذب القارئ بمنهجها مثل ديوان الأدب المارّ ذكره وهو يتناول أبوابا صرفية، وأهم منه كتاب الصاحبى فى فقه اللغة ألفه أحمد بن فارس المذكور آنفا باسم الصاحب بن عباد، وهو أول كتاب منهجى فى موضوع أصل اللغة العربية وخصائصها. واهتم اللغويون بما يعرض للكلمات من أخطاء، وتجرّد لذلك أبو أحمد (٢) العسكرى خال أبى هلال، فصنف كتاب التصحيف والتحريف وتوالت بعض الكتب فى هذا الموضوع.

ولم يقتصر نشاط اللغويون فى إيران على كل ما قدمنا. فقد بذلوا جهودا خصبة فى شروح الشعر ومن أهمها شرح الواحدى لديوان المتنبى وشرح الزوزنى المار ذكره على المعلقات السبع وقد طبع مرارا ويتداوله الطلاب فى الجامعات العربية. واشتهر التبريزى أبو زكريا يحيى بن على المتوفى سنة ٥٠٢ بكثرة ما صنف من شروح، تناول فى بعضها الشعر القديم وفى بعضها الشعر المولد، وقد تحدثنا عن نشاطه فى هذا الاتجاه بين اللغويين فى العراق، وشرح الزمخشرى بعده لامية العرب للشنفرى، وشرح المطرزى خليفته مقامات الحريرى.

ونهض اللغويون بمحاولة أخرى هى جمع الأشعار والكلم البليغة، وألفوا فى ذلك مصنفات مختلفة، منها ديوان المعانى لأبى هلال العسكرى، وكتاب نثر الدرر لأبى سعيد منصور بن الحسن الآبى (٣) من أدباء القرن الخامس وكتاب محاضرات الأدباء للراغب الأصبهانى المذكور آنفا وألف بأخرة من العصر بهاء الدين العاملى المتوفى سنة ١٠٣٠ للهجرة كتابيه الكشكول والمخلاة، وهما كتابان نفيسان بما جمعا من طرائف النثر والشعر.

ولم يكن اهتمام النحاة بالنحو أقل من اهتمام اللغويين باللغة، وكثير منهم لهم كتب


(١) انظر فى المطرزى معجم الأدباء ١٩/ ٢١٢ وإنباه الرواة ٣/ ٣٣٩ وروضات الجنات ص ٢٢٣ والجواهر المضية فى طبقات الحنفية ٢/ ١٩٠ وابن خلكان ٧/ ٣٦٩ وابن قطلوبغا ص ٧٩.
(٢) انظر فى أبى أحمد العسكرى ابن خلكان ٢/ ٨٣ ومعجم الأدباء ٨/ ٢٣٣ وإنباه الرواة ١/ ٣١٠ والمنتظم ٧/ ١٩١.
(٣) راجع فى أبى الحسن الآبى دمية القصر ١/ ٤٦٧ وتتمة اليتيمة ١/ ١٠٠ ومعجم البلدان فى آيه من قرى أصبهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>