للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم إلى ظهره فأخذه فما فقدوا سِلْكاً فأرووها وشربوا العَلَّ١ بعد النَّهَل٢ ثم ترحوا، قال: وفيهم أبو هريرة صاحب / (٢/١٧٥/أ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمد إلى إداوة فملأها ثم تركها على الماء فلما أبعدوا قال أبو هريرة لرفيقه: ارجع بيَ إلى الماء. فرجع فإذا الإداوة مملوءة والأرض بلاقع٣ فحقق وحققوا أنها آية من الله عزوجل.

- ولما انتهى العلاء إلى البحر وجد العدوّ قد تحرَّز من المسلمين في الجانب الآخر فجمع المسلمين وخطبهم فقال: إن الله - وله - الحمد قد أراكم من آياته في البر ماء تعتبرون٤ به في البحر فانهضوا إلى عدوّكم واستعرضوا البحر إليهم فإن الله قد جمعهم لكم بدارين٥، فقالوا: نفعل والله ولا نهاب بعد الدهناء أحداً. فارتحلوا بأجمعهم حتى جاءوا ساحل البحر فدعا ودعوا: "يا أرحم الراحمين، يا كريم يا حليم، يا أحد يا صمد، يا حيّ يا محيي الموتى، يا حيّ يا قيوم، لا إلهَ إلاّ أنت يا ربنا". فأجازوا٦ البحر فإذن الله يمشون على مثل رملة ميثاء٧ فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل، وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفن


١ العَلُّ والعَلَلُ: الشربة الثانية، أو الشرب بعد الشرب تباعاً. (ر: القاموس ص١٢٣٨) .
٢ النَّهَل: أوّل الشرب. (ر: القاموس ص ١٣٧٧) .
٣ البَلْقع: الأرض القفر. جمعه: بلاقع. (ر: القاموس ص ٩١٠) .
٤ في م: (تعبرون) .
٥ دارين: فرضة بالحبرين يجلب إليها المسك من الهند، والنسبة إليها: (دَارِيٌّ) وهي حالياً قرية أو جزيرة من شرق المملكة العربيّة السّعوديّة بالقرب من القطيف. (ر: معجم البلدان ٢/٤٣٢، المعالم الأثيرة ص ١١٥، محمّد شراب) .
٦ في م: (فأخذوا) .
٧ المِيْثاء: الأرض السهلة. (ر: القاموس ص ٢٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>