للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

- ومن ذلك أيضاً أن البراء بن مالك لقي جيشاً من المشركين وقد استعلى المشركون على المسلمين فقالوا له: يا براء إن رسول الله قال: إنك لو أقسمت على الله لأبرَّك١، فأقسم على ربّك. فقال: أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم. فمنحوا أكتافهم. ثم التقوا أيضاً على قنطرة السوس قاتلوا في المسلمين فقالوا له: أقسم يا براء على ربّك. فقال: أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم. فمنحوا أكتافهم٢.

- وفي رواية أنه لما كان يوم تستر٣ انكشف المسلمون، فقال البراء: أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيّك. فمنحوا أكتافهم فاستشهد٤.

ومن ذلك أيضاً أن الملائكة كانت تسلم على عمران بن الحصين وتصافحه فلما اكتوى انقطعت عنه، فلما كان قبيل موته عاودته فسلمت عليه رضي الله عنه٥.


١ أخرجه الترمذي ٥/٦٥٠، من طريق ثابت وعليّ بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك". قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن.
٢ أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ١/١٥٤، والحاكم ٣/٢٩١، ٢٩٢، والبيهقي في الدلائل ٦/٣١٨، كلهم من طريق سلامة بن روح عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه، قال: ... ، فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد لم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
٣ تُسْتَر - بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى -: وهو تعريب شوشة، أعظم مدينة بخوزستان، فيها أقبر البراء بن مالك، وفتحت سنة ٢٠هـ، وجعلها عمر رضي الله عنه من أرض البصرة لقربها منها. (ر: معجم البلدان ١/٢٩) .
٤ ذكره الطبري في تاريخه ٣/١٨١، وابن كثير في البداية ٧/٩٥، ٩٦، وابن حجر في الإصابة ١/١٤٨، ١٤٩.
٥ تقدم تخريجه. (ر: ص: ٨٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>