للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

- ومن ذلك / (٢/١٧٧/أ) قال بعضهم١: غزونا مع العلاء بن الحضرمي دارين فدعا بثلاث دعوات فاستجيب له فيهن، نزلنا منْزلاً فطلب الماء ليتوضأ فلم يجده، فقام فصلى ركعتين وقال: اللهم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوّك، اللهم اسقنا غيثاً نتوضأ منه ونشرب فإذا توضأنا لم يكن لأحد في نصيب غيرنا، فسرنا قليلاً فإذا نحن بماء حين أقلعت عنه السماء فتوضأنا منه وتزودنا.

- قال الراوي: فملأت إداوتي٢ وتركتها مكانها حتى أنظر هل استجيب له أم لا؟ فسرنا قليلاً ثم قلت لأصحابي: نسيت إداوتي، فجئت إلى ذلك المكان فإذا به كأنه لم يصبه ماء قط وأخذت إداوتي، ثم سرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا بين العدوّ، وقال: يا عليم يا حكيم يا عليّ يا عظيم، إنّا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوّك فاجعل لنا إليهم سبيلاً. وتَقحَّم٣ البحر فخضنا ما يبلغ لبودنا٤ فخرجنا إليهم، فلما رجعنا مرض بفؤاده فمات فطلبنا ماء نغسله فلم نجده فلففناه في ثيابه ودفناه فسرنا/ (٢/١٧/ب) غير بعيد فإذا نحن بماء كثير، فقال بعضنا لبعض: فلو رجعنا فاستخرجناه ثم غسلناه. فرجعا فطلبناه فلم نجده. فقال رجل من القوم: إني سمعته يقول: "يا عليّ يا عظيم يا حكيم أخفِ عليهم موتي ولا تطلع على عورتي أحداً". فرجعنا وتركناه٥.


١ هو: سهم بن منجاب، كما ذكر ذلك ابن الجوزي في صفة الصفوة ١/٦٥٩، وأشار إليه البيهقي في الدلائل ٦/٥٣.
٢ الإِدَاوة - بالكسر - إناء الطهارة أو المهطرة، وجمعه: الأَدَاوَى. (ر: القاموس ص ١٦٢٤) .
٣ أي: دخل البحر، يقال: أقحم فرسه النظر: أدخله. (ر: القاموس ص ١٤٨٠) .
٤ لِبْدٌ ولِبَدة: كلّ شعر أو صوف متلبد. (ر: القاموس ص ٤٠٤) .
٥ ذكر هذه الرواية بنصّها ابن الجوزي في صفة الصفوة ١/٦٩٥، ٦٩٦، والبيهقي مختصراً في الدلائل ٦/٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>