للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المزمل: ٢٠] ١.

وقول الشاعر٢:

زعم الفرزدقُ أنْ سيقتلُ مَرْبَعًا ... أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مربعُ٣

وسألت أبا علي عن قول الشاعر٤:

أنْ تقرآنِ على أسماءَ ويحكُما ... مني السلامُ وأنْ لا تُعْلِمَا أحدا٥

فقلت له: لم رفع تقرآن؟ فقال: أراد "أن" الثقيلة، أي: أنكما تقرآن، هذا مذهب أصحابنا٦.

وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن، قال: "شبه أن بما"٧ فلم يعملها في صلتها، وهذا مذهب البغداديين. وفي هذا بعد، وذلك أنَّ "أنْ" لا تقع إذا وصلت حالا أبدًا، إنما هي للمضي أو الاستقبال، نحو: سرني أن قام زيد ويسرني أن يقوم غدًا، ولا تقول: يسرني أن يقوم وهو في حال قيام، و"ما" إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا، نحو قولك: ما تقوم حَسَنٌ، أي: قيامك الذي أنت عليه حسن، فيبعد تشبيه واحدة منها بالأخرى، وكل واحدة منها لا تقع موقع صاحبتها.

قال أبو علي: وأولى أن المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة. وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة أسهل مما ارتكبه الكوفيون.


١ الشاهد "أَنْ سَيَكُونُ" حيث خففت إن وهي غير عاملة.
٢ البيت لجرير وهو في ديوانه "ص٩١٦".
مربع: لقب راوية جرير المسمى وعوعة.
٣ الشاهد فيه "أنْ سيقتل" حيث خففت إن من الثقيلة.
٤ البيت ذكره صاحب الخزانة "٣/ ٥٥٩" بدون نسب، وكذا الخصائص "١/ ٣٩٠".
٥ الشاهد فيه "أن تقرآن" حيث خففت إن من الثقيلة، وذلك هي غير عاملة والفعل بعدها مرفوع.
٦ انظر ما سبق عند قول الشاعر:
أن تهبطين بلاد قوم ... يرتعون من الطلاح
٧ مجالس تعلب "ص٣٢٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>