للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يكون المختار عند واحد من العلماء، فينبه على ذلك -أيضًا- كقوله (١):

"من النحويين من يرى بقاء عمل "ما" إذا تقدم خبرها، وكان ظرفًا أو جارًا ومجرورا.

وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور".

وقد يكون الرأي المختار عنده، فينص على ذلك كقوله (٢):

"وإذا عطف على ضمير جر لزم عند غير يونس والأخفش، وقطرب والكوفيين ووافقهم أبو علي الشلوبين -وهو اختياري- إعادة الجار".

وهو عندما يختار رأيًا يدعمه بالدليل كقوله بعد هذا:

وللملتزمين إعادة الجار حجتان:

إحداهما: إن ضمير الجر شبيه بالتنونين، ومعاقب له، فلم يجز العطف عليه كما لم يجز العطف على التنوين.

الثانية: أن حق المعطوف والمعطوف عليه أن يصلحا لحلول كل واحد منهما محل الآخر.

وضمير الجر غير صالح لحلوله محل ما يعطف عليه، فامتنع العطف إلا مع الجار، وكلتا الحجتين ضعيفة:

أما الأولى فيدل على ضعفها أن شبه ضمير الجر بالتنوين لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده والإبدال منه؛ لأن التنوين لا


(١) شرح الكافية الشافية "الورقة ١٦ أ".
(٢) شرح الكافية الشافية "الورقة ٥٧ أ".

<<  <  ج: ص:  >  >>