للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزمان بعمل أهل الجنة وإنه عند الله مكتوب من أهل النار، والأثار فى ذلك أكثر من أن تذكر، وإنما أشرنا إلى بعضها أشارة

فصل

فالجواب: أن هاهنا مقامين: مقام إيمان وهدى ونجاة، ومقام ضلال وردى وهلاك زلت فيه أقدام فهوت بصاحبها إلى دار الشقاء

فأما مقام الإيمان والهدى والنجاة فمقام إثبات القدر والإيمان به، وإسناد جميع الكائنات إلى مشيئة ربها وبارئها وفاطرها، وأن ماشاء كان وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس، وهذه الأثاركلها تحقق هذا المقام وتبين أن من لم يؤمن بالقدر فقد أنسلخ من التوحيد ولبس جلباب الشرك، بل لم يؤمن بالله ولم يعرفه، وهذا فى كل كتاب انزله الله على رسله

وأما المقام الثانى: وهو مقام الهدى وهو مقام الضلال والردى والهلاك فهو الاحتجاج به على ذنبه على الله وحمل العبد ذنبه على ربه وتنزيه النفس الجاهلة الظالمة الأمارة بالسوء وجعل أرحم الراحمين وأعدل العادلين وأحكم الحاكمين وأغنى الأغنياء أضر على العباد من أبليس، كما صرح به بعضهم واحتج عليه بما خصمه فيه من لا تدحض حجته

ولا تطاق مغالبته حتى يقول قائل هؤلاءِ:

ما حيلة العبد والأقدار جارية ... عليه فى كل حال أيها الرائي

ألقاه فى اليم مكتوفاً وقال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

ويقول قائلهم:

دعانى وسد الباب دونى فهل إلى ... دخولى سبيل؟ بينوا لى قصتي

ويقول الآخر:

وضعوا اللحم للبزاة ... على ذروتى عدن

ثم لاموا البزاة إذ ... خلعوا عنهم الرسن

لو أرادوا صيانتى ... سَتروا وَجْهَك الحسن

وقال بعضهم- وقد ذكر له ما يخاف من إفساده- فقال: لى خمس بنات لا أخاف

<<  <   >  >>